ليس هناك وقت أفضل من الآن حتي تقوم بالإقلاع عن تدخين التبغ، ويوجد العديد من المنتجات التي تساعد الناس على الإقلاع عن هذه العادة للأبد، ولكن مع وجود الكثير من الخيارات المتاحة، فإن تحديد الأكثر فعالية منها ليس بالأمر السهل دائماً.
كشفت مراجعة شاملة جديدة تم نشرها هذا الشهر عن أفضل ثلاثة وسائل فعالة للإقلاع عن التدخين.
وقد أجرت مجموعة كوكرين لإدمان التبغ هذا البحث، والذي يتضمن أكثر من 300 دراسة سابقة عن منتجات الإقلاع عن التبغ و هي 157179 مشارك .
وقال الدكتور "جوناثان بانكس "، وهو باحث أول في الرعاية الصحية داخل جامعة أكسفورد، والمؤلف الأول للمراجعة ان : «باستخدام أكثر الأساليب دقة وصرامة ، تمثل مراجعات الدراسات السابقة المعيار الاساسي في الأدلة الطبية، ولهذا السبب فيتم استخدام عمل مجموعة كوكرين لإدمان التبغ بصفة مستمرة لإبلاغ المبادئ التوجيهية والسياسات في مختلف أنحاء العالم».
وينتمي كلًا من (الفارينيكلين) و(السيتيزين) إلى فئة من العقاقير التي تُعرف بأسم ناهضات مستقبلات النيكوتين الجزئية، وفي هذا السياق، يقول بانكس : «من خلال التفاعل مع جزء الدماغ المؤثر عليه النيكوتين في العادة ، يساعدان في التقليل من أعراض الانسحاب التي يعاني منها الأشخاص عند إقلاعهم عن التدخين، مثل الرغبة الشديدة وتغيرات المزاج الغير سارة».
وهذه العقاقير تجعل التدخين أقل متعة، مما يقلل من عزيمة المدخنين عن استخدام السجائر، كما أن طريقة العلاج ببدائل النيكوتين ، والذي يتضمن منتجات مثل علكة النيكوتين، والحبوب، والأكياس، ووجد الباحثون أن العلاج ببدائل النيكوتين هو أكثر فعالية عندما يتم إقران منتج طويل الأمد، بمنتج سريع المفعول، مثل العلكة.
وتمت الموافقة على مضاد الاكتئاب الفموي "بوبروبيون" للإقلاع عن التدخين. فوجدت بالمراجعة أن هذا الدواء مفيد للإقلاع عن التدخين، ولكن الأدلة لم تكن قوية مثل بالفارينيكلين والسيتيزين .
من بين جميع الخيارات المتاحة في الوقت الحالي ، حدد الباحثون ثلاثة تدخلات ظهرت بأنها العلاجات الاكثر فعالية. وهي :
1. دواء فارينيكلين وهو دواء تم وصفه عن طريق الفم يستخدم جنب إلى جنب مع الاستشارة للإقلاع عن التدخين.
2. دواء سيتيزين وهو مساعد للإقلاع عن التدخين ومشتق من مجموعة نباتات تم استخدامها لعقود من الزمان في العديد من البلدان الأوروبية ، ولكن لا يتوفر سيتيزين في الوقت الحالي بالولايات المتحدة الامريكية ، ولم تتم الموافقة عليه من قِبل إدارة الغذاء والدواء.
3. السجائر الإلكترونية (مع النيكوتين) مازالت الأدلة حول السجائر الإلكترونيةواستخدمها للإقلاع عن التدخين مثيرة للجدل إلى حد كبير ، ولم توافق إدارة الغذاء والدواء على السيجارة الإلكترونية ،ومع ذلك، وجدت المراجعات الحالية بأن السجائر الإلكترونية هي من الطرق الفعالة في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين.
توسعت شعبية السجائر الإلكترونية على مدى السنوات الماضية ومع ذلك، مازال هناك عدّة أسئلة حول سلامتها وحول دورها في الإقلاع عن التدخين وعن جاذبيتها للمراهقين والشباب.
لم توافق إدارة الغذاء والدواء على اجهزة السجائر إلكترونية للإقلاع عن التدخين، وعلى الرغم من ذلك، فقد أشارت التقارير و الأبحاث أن السجائر الإلكترونية التي تحتوي على نيكوتين قد تساعد في بعض الاحيان الناس على الإقلاع عن التدخين ، ومع ذلك فإن الأبحاث حول السجائر الإلكترونية دائما مثيرة للجدل .
دق الآباء ناقوس الخطر بخصوص جاذبية السجائر الإلكترونية المنكهة، للأطفال والمراهقين. و دفعت هذه المعضلة الكثير من التساؤل إذا كانت هذه الأجهزة تسبب ضرر أكثر من نفعها.
ولكن، بدون الخوض في الآثار الصحية والاجتماعية الواسعة لاستخدام السجائر الإلكترونية، فإن الأدلة على السجائر الإلكترونية كأجهزة للإقلاع عن التبغ قوية .
وبناء علي هذا، يقول ليفينغستون بانكس : «لقد وجد بعد البحث أن هناك أدلة قوية جداً تؤكد أن السجائر الإلكترونية هي وسيلة فعالة لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين ، لكن من غير المرجح أن تكون السجائر الإلكترونية آمنة بشكل تام ، ولكن يمكننا أن نكون على ثقة بأنها أكثر أمان من تدخين التبغ».
واكدت هيلاري تيندل، المديرة المؤسسة لمركز فيتال، ومركز فاندربيلت للتبغ والإدمان إن السلامة طويلة الأمد للسجائر الإلكترونية شئ غير معروف ، بالاضافة الي ذلك يتم تسويق السجائر الإلكترونية بقوة من اجل إغراء الشباب للبدء في استخدام المنتجات التي تحتوي فيها على النيكوتين، لذلك بجانب مساعدة البالغين على الإقلاع عن التدخين، هناك اعتبارات اخري صحية عامة ورئيسية .