لطالما كانت الطائرات الورقية لعبة محببة للأطفال والكبار على حد سواء، لكن عندما تتحول هذه اللعبة إلى ساحة لمنافسات خطيرة، حيث تتصاعد المخاوف في بعض البلدان وهذا هو الحال في البرازيل، أصبحت حروب الطائرات الورقية سببًا للعديد من الإصابات المروعة وحتى حالات الوفاة، وفي خطوة لمواجهة هذه المشكلة يسعى الكونجرس البرازيلي إلى تشديد القوانين المتعلقة بهذه الرياضة.
مدينة ريو دي جانيرو الشهيرة بجمال شواطئها وسحرها الطبيعي، أصبحت أيضًا مركزًا لمنافسات الطائرات الورقية التي لا تخلو من المخاطر، وحروب الطائرات الورقية هناك تشمل استخدام خطوط حادة تعرف محليًا باسم "سيرول"، والتي تسبب إصابات خطيرة.
وفقًا لصحيفة "الإندبندنت" فإن هذه الخطوط الحادة يمكن أن تتسبب في فصل أطراف راكبي الدراجات النارية أو حتى جروح قاتلة في الحلق، وفي استجابة لهذه المخاوف قدم مشروع قانون إلى الكونجرس البرازيلي يهدف إلى حظر تصنيع وبيع واستخدام هذه الخطوط الحادة على مستوى البلاد.
بينما يواجه المخالفون عقوبات صارمة تتراوح بين السجن من عام إلى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى غرامات مالية وتم بالفعل حظر استخدام بعض أنواع الخيوط في مناطق مزدحمة مثل ريو، لكن هذا الحظر لم يمنع البعض من الاستمرار في استخدام الطائرات الورقية في المنافسات الخطيرة.
في الواقع تم ضبط بعض من هؤلاء المتهورين من قبل الشرطة، حتى أن بعض الضباط أنفسهم كانوا من بين المخالفين، "ألكسندر ماتوسو دا سيلفا" المعروف باسم "جارو"، هو أحد ضباط الشرطة العسكرية الذي عُرف بشغفه الكبير بالطائرات الورقية.
حيث فاز جارو بمسابقة دولية للطائرات الورقية في فرنسا ، ولكنه لا يزال يصر على ممارسة هوايته حتى في الأماكن المناسبة لتقليل المخاطر على الآخرين، بالرغم من ذلك فإن الطائرات الورقية قد تتسبب في أضرار خطيرة إذا ما تحلق فوق المناطق المأهولة أو الطرق السريعة.
لطالما كانت الطائرات الورقية جزءًا من الثقافة البرازيلية، ويعتبر صنع تلك الطائرات من الخيزران والورق جزءًا من التراث المحلي، ومع ذلك فإن هذه الرياضة تحمل بين طياتها مخاطر كبيرة، خاصة عندما تستخدم الخيوط الحادة في المنافسات، في أحياء مثل إيبانيما.
تتجلى التوترات بين المتنافسين في مسابقات الطائرات الورقية، ويستخدم المتسابقون الخيوط الحادة لقطع طائرات خصومهم، مما يؤدي إلى وقوع إصابات خطيرة وتسبب في وفيات في بعض الحالات، أما بجانب قوانين الحظر تستخدم السلطات في بعض الأماكن أساليب أخرى للحد من المخاطر مثل.
تركيب أعمدة تشبه الهوائيات على الدراجات النارية لقص الخيوط الضالة، ومع ذلك تبقى حالات الإصابة والوفاة شائعة، مما دفع العديد من الولايات البرازيلية إلى تشديد قوانينها، وفي يونيو وقعت حادثة مأساوية حيث أصيبت "آنا كارولينا سيلفا دا سيلفيرا" بجروح قاتلة.
كل هذا بسبب خط طائرة ورقية أثناء ركوب دراجتها النارية، وهذه الحوادث تثير قلقًا كبيرًا بين المواطنين والمشرعين على حد سواء، كما تثير المحاولات لحظر الطائرات الورقية أو تنظيم استخدامها صراعات بين مختلف الأطراف، والبعض يرى أن الحظر الكامل سيكون ضروريًا لحماية الأرواح.
بينما يرى آخرون أن التقييد في الأماكن المخصصة يمكن أن يتيح للرياضة أن تستمر بأمان، ويرى "كارلوس ماجنو" رئيس جمعية طياري الطائرات الورقية في ريو، أن الطائرات الورقية يمكن أن تُمارس بأمان في مناطق محددة، ولكن يجب حظرها في الشوارع لتفادي المخاطر.
كما تبرز مواقف مختلفة حيث يسعى بعض المواطنين والمشرعين إلى إيجاد توازن بين الحفاظ على التراث الثقافي وحماية الأرواح، بينما يرى "باولو تيلهادا" راعي مشروع القانون، أن أي استثناءات قد تؤدي إلى زيادة الحوادث، ويؤكد أن الأولوية يجب أن تكون للحفاظ على حياة الناس.