في خطوة تعكس الالتزام العميق بتعزيز التعاون العربي، أكدت الأردن على أهمية الدور المحوري الذي يلعبه المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية في تجاوز الأزمات التي تواجه الدول العربية، وخلال الدورة 114 للمجلس تسعى المملكة إلى تعزيز العمل المشترك وتطوير الاستراتيجيات، التي من شأنها أن تدفع بالمنطقة نحو تحقيق التنمية المستدامة.
أبرز رئيس وفد الأردن المستشار "مهند غش"، خلال مشاركته في أعمال اللجنة الاجتماعية التحضيرية للدورة 114، والدور البارز الذي اضطلعت به المملكة خلال رئاستها للدورة 113 للمجلس، وقال "غش" إن الأردن بذلت جهوداً حثيثة بالتعاون مع الدول الأعضاء.
من أجل تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي لمواجهة الآثار السلبية الناتجة عن الأوضاع السياسية وعدم الاستقرار في بعض الدول العربية، حيث كان الهدف الرئيس هو تحقيق تنمية مستدامة تسهم في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
كما تم تبني عدد من الاستراتيجيات التي تتماشى مع أولويات الدول العربية، ومن بين هذه الاستراتيجيات، أطلقت الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن، وهي تحت رعاية الأمير "حسين بن عبد الله الثاني ولي العهد" حيث تهدف إلى تعزيز استقرار الشباب وتحقيق الأمن في الدول العربية.
هذا من خلال مبادرات شاملة تدعم قضايا الشباب وتعزز من دورهم في بناء مجتمعاتهم، وأيضاً الاستراتيجية العربية للأمن المائي، التي تم إطلاقها من أجل مواجهة التحديات المستقبلية المتعلقة بالمياه، وفي ظل تزايد الضغوط على الموارد المائية.
حيث تسعى هذه الاستراتيجية إلى ضمان التنمية المستدامة وتحقيق الأمن المائي في المنطقة، وبالنسبة للاستراتيجية العربية للتدريب والتعليم التقني والمهني، فهي شهدت تحديثاً لمواكبة احتياجات سوق العمل، كما تهدف إلى تحسين مهارات القوى العاملة.
وأيضاً تطوير التعليم التقني والمهني بما يتماشى مع متطلبات العصر، وشهدت الدورة الحالية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي عدداً من المبادرات البارزة من الدول الأعضاء، تشمل مبادرة مصر ، والتي قدمت جمهورية مصر العربية مبادرة لإنشاء آلية تنسيقية.
لربط مؤسسات وبنوك التنمية الاجتماعية في الدول العربية، هذا تحت مظلة مجلس شؤون وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، كما تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التنسيق بين المؤسسات الاجتماعية وتسريع جهود التنمية الاجتماعية في المنطقة.
أما بالنسبة لمبادرة السعودية ، فقد اقترحت المملكة العربية السعودية تخصيص الثاني من مارس من كل عام كيوم لشهيد الصحة، وذلك تكريماً للجهود المبذولة في قطاع الصحة، حيث تهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على نجاحات القطاع الصحي ومشاركة التجارب الناجحة.
علاوة على ذلك مبادرة الإمارات ، والتي قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة لاستضافة إنشاء المرصد العربي لتنمية المرأة الاقتصادية، وهو مشروع يهدف إلى دعم المرأة وتعزيز دورها في الاقتصاد، وفي إطار جهودها لمواجهة الأزمات الإنسانية.
تم اعتماد خطة استجابة طارئة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، حيث تأتي هذه الخطة كاستجابة فورية من أجل توفير الدعم اللازم لمساعدة المتضررين وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في وجه التحديات التي يواجهها.
كما أكد المستشار "مهند غش" على أهمية دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية، في تعزيز التعاون بين الدول العربية وتجاوز التحديات المشتركة، وأشار إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية ستواصل العمل بجدية لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز العمل العربي المشترك من خلال دعم المبادرات التي تسهم في تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة.