من المقرر أن يحتفل الأمير هاري بعيد ميلاده الأربعين يوم الأحد، في السابق كان يتمتع بشعبية كبيرة ضمن العائلة المالكة البريطانية، لكن شعبيته تراجعت بشكل ملحوظ، خصوصاً بين الجمهور البريطاني. حيث تسبب انسحابه من واجباته الملكية، إلى جانب الخلافات التي ظهرت في استياء واسع وعزلة.
تعتقد بولين ماكلاران، أستاذة في جامعة رويال هولواي، أن انفصال الأمير هاري عن العائلة المالكة من المرجح أن يكون دائمًا. وتقول: "إنه معزول تمامًا وسيظل كذلك." ماكلاران ترى أن أي احتمال لعودة هاري إلى دور رسمي ضمن النظام الملكي يبدو غير واقعي للغاية. يتفق معها المعلق الملكي ريتشارد فيتزويليامز، مشيرًا إلى أن الثقة بين هاري والعائلة المالكة تضررت بشكل لا يمكن إصلاحه. ويضيف فيتزويليامز: "لقد تحطمت الثقة، وبدون الثقة، لا شيء ممكن."
بدأ انفصال دوق ساسكس عن العائلة المالكة في عام 2020 عندما اختار هو وزوجته ميغان ماركل التراجع عن واجباتهما الملكية والانتقال إلى كاليفورنيا. كان هذا القرار بمثابة المحفز لسلسلة من الأحداث التي أدت إلى زيادة توتر العلاقات بين الزوجين وبقية العائلة المالكة.
وصلت العلاقة بين الأمير هاري والعائلة المالكة إلى نقطة الانهيار في أوائل عام 2023 مع نشر مذكراته "سبير"، حيث اعتُبر الكتاب الذي حقق مبيعات كبيرة وتم ترجمته إلى 16 لغة، هجومًا لاذعًا على العائلة المالكة. في الكتاب، انتقد هاري بوضوح شقيقه الأمير ويليام، والملكة كاميلا، وشقيقة زوجته كيت ميدلتون، ووالده الملك تشارلز الثالث. وقدّم الكتاب سردًا مفصلاً لمظالمه الشخصية وتجربته داخل العائلة المالكة.
على الرغم من الانقطاع الواضح، كانت هناك لحظات بدا فيها المصالحة ممكنة. في فبراير 2023 ألمح الأمير هاري إلى أن تشخيص إصابة والده بالسرطان قد يكون بمثابة حافز لإعادة توحيد الأسرة. ومع ذلك تلاشت هذه الآمال إلى حد كبير. قبل بضعة أيام فقط قام هاري بزيارة فردية قصيرة إلى لندن، لكن كان من الواضح أن علاقته بعائلته لا تزال متوترة. حيث تشير ماكلاران إلى أن هاري قد لا يدرك تمامًا مدى الضرر الذي تسبب فيه، قائلة: "أعتقد أنه ساذج للغاية بشأن الضرر الذي ألحقه بعائلته".
في حين قد يكون هناك بعض الرغبة في المصالحة من جانب الملك تشارلز الثالث، يبدو موقف الأمير ويليام أقل تسامحًا. يعتقد ماكلاران أن ويليام من غير المرجح أن يدعم أي جهود لإصلاح العلاقات في المستقبل القريب. يتقاسم المعلق الملكي روبرت جوبسون وجهة نظر مماثلة، قائلاً: "لا أرى أي مصالحة في المستقبل القريب". كانت آخر مرة شوهد فيها الشقيقان معًا علنًا في سبتمبر 2022، خلال جنازة الملكة إليزابيث الثانية.
لم يكن الرأي العام لطيفًا مع هاري وميغان منذ رحيلهما عن الحياة الملكية، حيث ظلت الصحف الشعبية البريطانية، التي انتقدها الأمير هاري كثيرًا، قاسية في تغطيتها للزوجين. في استطلاعات الرأي الأخيرة التي تقيس آراء الجمهور حول أفراد العائلة المالكة، احتل هاري وميغان باستمرار مرتبة قريبة من القاع، يجدون أنفسهم في نفس فئة الأمير أندرو، الذي تم نبذه إلى حد كبير من الواجبات الملكية في أعقاب فضيحة جنسية.