صحيفة أخبارنا

السودان تحذر من أرتفاع عدد الإصابات بـ "الكوليرا والمالاريا"

, منوعات
آخر تحديث: (بتوقيت الإمارات)
Loading...

السودان يواجه أزمة صحية متزايدة مع استمرار الصراع العنيف الذي بدأ في أبريل، مما أدى إلى تدهور كبير في أوضاع السكان.

وفي مؤتمر صحفي حديث، حذر وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم من خطورة الوضع الصحي، مشيرًا إلى أن حالات الإصابة بالكوليرا وصلت إلى مستويات خطيرة، حيث تم تسجيل 5692 حالة إصابة في سبع ولايات مختلفة. وأوضح أن الكوليرا تسببت بالفعل في وفاة 185 شخصًا، مما زاد من القلق حول النظام الصحي الذي يعاني من ضغوط شديدة بسبب الصراع المستمر والتحديات الصحية الأخرى التي تواجه البلاد.

بالإضافة إلى تفشي الكوليرا، أشار إبراهيم إلى ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا، وهو مصدر قلق كبير آخر لأنه يثقل كاهل البنية التحتية الصحية المتوترة بالفعل. إن هذا المزيج من الأمراض يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من محدودية الوصول إلى الرعاية الطبية بسبب الصراع المستمر.

رغم هذه التحديات، ظهر بصيص أمل بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن تسليم 71 طنًا من الأدوية إلى السودان . وتعتبر هذه الإمدادات الطبية ضرورية للغاية لمواجهة انتشار الكوليرا والملاريا وغيرها من الأمراض. ومع ذلك، لا تزال عملية توزيع هذه الأدوية على المناطق الأكثر تضررًا تشكل تحديًا كبيرًا، حيث تعرقل الصراع المستمر والظروف الأمنية الصعبة وصول المساعدات إلى تلك المناطق التي هي في أمسّ الحاجة إليها.

 وسلط إبراهيم الضوء على أن العديد من المناطق وخاصة دارفور والنيل الأبيض، أثبتت صعوبة الوصول إليها بسبب وجود قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية متورطة بشدة في الصراع. والوضع مزرٍ لدرجة أن وزارة الصحة لجأت إلى نقل الإمدادات الطبية جواً إلى بعض المناطق، مثل النيل الأبيض والفاشر والنيل الأزرق، لضمان وصول الأدوية إلى الأشخاص المحتاجين إليها بشدة.

تعمل المستشفيات في السودان تحت ضغط شديد، ووفقاً لإبراهيم فإن 65٪ من المستشفيات تعمل، على الرغم من أن العديد منها لا تعمل إلا جزئياً بسبب نقص الموظفين والمعدات والأدوية. وفي الخرطوم العاصمة، لا يزال 27 مستشفى نشطة، مما يمثل أعلى تركيز للمرافق الطبية العاملة في البلاد. ومع ذلك، فإن البنية التحتية للرعاية الصحية الأوسع نطاقاً قد أصيبت بالشلل بسبب الصراع، مما حد من وصول الرعاية لملايين السودانيين، وخاصة في المناطق الريفية والمناطق المتأثرة بالصراع.

إن الأزمة الصحية في السودان تتفاقم بسبب الكوارث الطبيعية، فقد أدت الفيضانات الواسعة النطاق إلى تفاقم انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، مما زاد من الضغوط على نظام الرعاية الصحية. وقد أدى هذا التقارب بين الصراع والمرض والكوارث الطبيعية إلى خلق عاصفة مثالية، مما ترك الكثير من السكان عُرضة للخطر وبدون مساعدة طبية كافية.

لقد أدى الصراع المسلح المستمر بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو إلى تعطيل جهود الإغاثة بشكل كبير. إن الغذاء والإمدادات الطبية غير قادرة على الوصول إلى العديد من المناطق بسبب القتال، مما يساهم في تصاعد الأزمة الإنسانية. ومنذ بدء العنف، نزح أكثر من عشرة ملايين شخص إما بالفرار داخليًا أو بحثًا عن ملجأ في البلدان المجاورة.

لقد دمر الصراع البنية التحتية للبلاد، مما تسبب في مقتل ما يقدر بنحو 20 ألف شخص وجعل أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية في السودان غير صالحة للعمل. ومع استمرار القتال، أصبح شعب السودان يعاني من المرض والنزوح والدمار، ويواجه مستقبلاً قاتماً دون نهاية للعنف في الأفق.

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...