أعلنت السلطات الكونغولية اليوم الخميس الموافق 5 من شهر سبتمبر الجاري، عن وصول أول شحنة من لقاح جدري القردة إلى العاصمة الكونغولية، وذلك بعد مرور ثلاثة أسابيع على إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية على مستوى العالم بسبب تفشي هذا المرض في 12 دولة أفريقية.
بينما قام الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم لهذه الحملة بتبرع بلغ 100 ألف جرعة من لقاح "MVA-BN"، الذي يتم إنتاجه بواسطة شركة "Bavarian Nordic" الدنماركية، وذلك من خلال وكالة الطوارئ الصحية الأوروبية "HERA"، وأشارت السلطات الكونغولية.
إلى أن دفعة إضافية من 100 ألف جرعة أخرى من اللقاح، حيث من المتوقع وصولها يوم السبت القادم، وقد أكد وزير الصحة الكونغولي "روجر كامبا"، بأن منظمة اليونيسف ستتولى الإشراف على حملة التطعيم التي ستنطلق في المقاطعات الأكثر تضررًا من تفشي المرض.
رغم ذلك لم يتم تحديد موعد دقيق لانطلاق الحملة حتى الآن، وفي إطار الجهود الدولية لمكافحة تفشي جدري القردة، ذكر رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتور "جان كاسيا"، أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعهدا بتوفير ما يصل إلى 380 ألف جرعة من لقاحات جدري القردة.
لكن هذه الكمية تمثل أقل من 15% من العدد الذي أعلنت السلطات الكونغولية أنها تحتاجه، حيث حددت حاجتها إلى 3 ملايين جرعة للقضاء على انتشار المرض في البلاد، والتي تعد مركز هذا التفشي الصحي، وبحسب الإحصائيات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي.
فقد تجاوز عدد حالات الإصابة بجدري القردة في القارة الأفريقية 22800 حالة مع تسجيل 622 حالة وفاة، وقد سجلت الكونغو النصيب الأكبر من تلك الحالات والوفيات، كما رصدت زيادة حادة في عدد الإصابات بنسبة 200% في غضون أسبوع واحد.
حيث تم اكتشاف المتحور الجديد لفيروس جدري القردة لأول مرة في الكونغو، مع انتشار واسع بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، ورغم التفشي العالمي للمرض في عام 2022، إلا أن الدول الغنية استجابت بشكل سريع وقامت بتوزيع اللقاحات من مخزوناتها.
بينما لم تحظَ الدول الأفريقية سوى بجرعات محدودة رغم مناشداتها المستمرة، وأعلن الاتحاد الأوروبي أن القاح قد تم استخدامه بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا للبالغين، فيما تقوم وكالة الأدوية الأوروبية حاليًا بمراجعة البيانات لإجازة استخدامه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا.
مع توقعات بإمكانية الموافقة على ذلك في نهاية الشهر الجاري، وفي هذا السياق تعهدت وكالة الطوارئ الصحية الأوروبية بشراء 215 ألف جرعة إضافية لتقديمها خصيصًا للكونغو، وفيما يخص الجهود الأمريكية، أعلنت الولايات المتحدة عن تبرعها بـ 10 آلاف جرعة من لقاح جدري القردة إلى نيجيريا .
التي سجلت انتشارًا محدودًا للفيروس، ويعد هذا التبرع أول دعم موجه لأفريقيا منذ بدء تفشي المرض، أوضح رئيس لجنة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الجدري الدكتور "ديمي أوغوينا"، بأن جدري القردة كان ينتشر في أفريقيا دون أن يتم اكتشافه لفترة طويلة قبل تفشي المرض عالميًا في عام 2022.
كما أضاف أن ما يحدث في أفريقيا حاليًا يختلف عن التفشي العالمي السابق، حيث أن انتشار الفيروس في القارة يتم من خلال الاتصال الجنسي وأيضًا عبر الاتصال الوثيق بين الأطفال والنساء الحوامل والمجموعات الضعيفة الأخرى، وأشار أوغوينا.
إلى أن معظم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا تلقوا في السابق تطعيمًا ضد الجدري، ما قد يوفر لهم بعض الحماية ضد جدري القردة، في حين أن الشباب في أفريقيا هم الفئة الأكثر تعرضًا للخطر، وقد صرحت مراكز السيطرة على الأمراض في أفريقيا أنها بصدد وضع خطة موحدة للاستجابة لتفشي الفيروس.