بعد انتشار تطبيقات المراهنات في دولة مصر بين الشباب، وتسببت في انتحار شاب ، خرج الأزهر الشريف ببيان خاص للتعليق على هذا الأمر ، واوضح الأزهر بأن المراهنات هي نوع من أنواع القمار و هو أكلٌ أموال الناس بالباطل، وتعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، ويعد المال المكتسب من المراهنات مال خبيث .
نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيان خاص حول تطبيقات المراهنات الإلكترونية والتي انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير ، وقال الأزهر إنه مع ما تبيحه الشريعة الإسلامية من الترويح عن النفس وذلك إذا اعتبرت المصالح واجتنبت المضار، ولا ينبغي أن نغفل في نفس الوقت ما وضعته الشريعة من ضوابط حتى يُقوم المسلم من خلالها المحافظة على (دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره )، ومن أهم هذه الضوابط أن لا يشتمل هذا الترويح على مقامرة.
وأضاف ايضا الأزهر الشريف ، بأن هذه المراهنات التي يجريها المشاركين في مجموعات علي مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتنوعة ، ويدفعون أموال في حساباتها، ثم يأخذ الأموال الفائز منهم فقط، ويخسر الباقون، هي تعتبر عين القمار المحرم.
واستعان البيان الخاص بالأزهر الشريف بقول الله تعالى من القرآن الكريم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}.
وأضاف الأزهر ايضا بأن القمار هو أكلٌ أموال الناس بالباطل، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وهو مال خبيث يرد على أصحابه بالضرر ، ويجب التخلص منه، ومن إثمه وتوابعه.
وقال الأزهر أن حِكَم تحريم القمار وما يدخله من ألعاب واضح ويظهر من حوادث الواقع، حيث لا يخلو القمار من شقاق وبغضاء.
وأضاف بيان الأزهر، بأن القمار يؤثر بالسلب على الدخل الأُسري وعلي الاستقرار المادي بالغرق في الديون، وما نتج عنه من عدة محاولات للتخلص من الحياة وهروب من ضغوطه ومشكلاته، و يؤثر على الاستقرار العائلي، الذي يؤثر على الأطفال، ويؤدي لكثرة المشكلات الزوجية وارتفاع نسب الطلاق.
واعتبر بيان الأزهر أن إدمان القمار هو إدمان للكحوليات والمخدرات، وأنه يعتبر سبب من أسباب تعاسة الإنسان، وسبب في فساد أخلاقه، واضطراباته النفسيه، وهو دافع قوي من دوافع الجريمة كالسرقة، والانتحار، وسبب في العديد من الانحرفات السلوكية داخل المجتمعات.
وأهاب الأزهر الشريف بأولياء الأمور وبالأساتذة، والدعاة، وكل المجتمع بأهمية نشر الوعي المجتمعي الذي يقي الشباب من مفاسد المراهنات وأثرها السلبي على الدين والأموال ، وعلي حياتهم وأخلاقهم.
أقدم شاب مصري على القيام بشنق نفسه في منزله في احد مراكز محافظة المنيا في صعيد مصر (مركز بني مزار ) أول أمس ، بسبب تراكم الديون عليه بعد خسارته المتكررة في أحد تطبيقات المراهنات.
كما أقدم شاب أخر على قتل جدته المسنة في مدينة القاهرة قبل عدة أيام لسرقة أموالها واستخدامها في المراهنات في أحد التطبيقات بعد خسارته لأمواله.