شهدت جمهورية مصر العربية حالة من الحزن والأسى خلال الايام السابقة بسبب وفاة شاب يُدعى "محمد ممدوح" يبلغ من العمر 29 سنة علي إثر إصابته بإنفجار في المخ بسبب ضغط عصبي أصابه فجأة دون مقدمات، أثناء عودته من العمل كموظف استقبال بأحد الفنادق بمدينة المنيا، واتضح ان الشاب المتوفي تعرض لضغوطات العمل لفترات طويلة، حيث كان يعمل في اكثر من وظيفة وتعرض خلال فتره قصيرة لضغط عصبي هائل، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن اضرار ضغوط العمل، وطرق التخفيف منها.
لا أحد يستطيع إنكار قيمة وأهمية العمل في حياة كل فرد منا، وعلى الرغم من الإيجابيات الكثيرة للعمل، إلا أن العمل سلاح ذو حدين فمن الممكن أن تؤدي ضغوطات العمل المستمرة لفترات طويلة إلى تدمير حياة الفرد بأكملها.
خطورة التعرض لضغوط العمل لفترات طويلة
يتعرض الموظفون للعديد من المشكلات التي تُسبب لهم ضغطاً في العمل، حيث يؤثر هذا الضغط سلبًا على حياة الإنسان، والتوتر المستمر هو احد اعراض التعرض لضغط العمل، ويؤثر التوتر بشكل كبير علي الصحة النفسية للفرد.
حيث يجد الموظف صعوبة كبيرة في ممارسة حياته بشكل طبيعي بسبب انشغال عقله بالضغوطات المتراكمة، وبالمهام التي تحتاج إلى إنجاز سريع، وبالتالي يشعر الفرد بتوتر مستمر حيال ذلك، ويؤدي هذا التوتر إلى الإصابة بالاكتئاب.
تحتاج ضغوطات العمل إلى بذل طاقة كبيرة لإنجاز المهام المطلوبة من الموظف، حيث يؤثر الإجهاد على صحة الفرد، ويبدأ بالمعاناة من الصداع المستمر، وارتفاع ضغط الدم، والشعور بآلام مُزعجة بكافة عضلات الجسم، والمفاصل.
مما يؤثر بدوره بشكل سلبي على قدرة إنجاز الموظف، وهناك العديد من الأشخاص الذين لا يمتلكون مهارة إنجاز مهام مُتعددة في الوقت نفسه، ويُفضل الكثيرون التركيز على مهمة واحدة فقط ومن ثم الانتقال إلى المهمة التالية.
ولكن مع الضغوطات يُصبح الموظف مجبراً على إنجاز عدة مهام في نفس الوقت مما يقلل من جودة العمل بسبب فُقدان الفرد للتركيز، ومن الجدير بالذكر انه يصعب على الموظفين الذين يُعانون من ضغوط العمل النوم المتواصل.
حيث ان الاشخاص الذين يتعرضون إلي ضغوط العمل لفترات طويلة يصعب عليهم الخلود إلى النوم بسلاسه بسبب تفكيرهم الزائد، وصحة المهام التي تم إنجازها خلال اليوم، مما يؤثر بشكل سلبي على أداء الموظف في اليوم التالي.
وتُعد الاضطرابات السلوكية أحد اكثر الامور التي تنعكس علي الفرد بسبب التعرض للضغوط، حيث يُصبح سلوك بعض الأفراد أكثر عدوانية، وقد يميلون في بعض الاحيان إلى خرق القوانين، والأنظمة لتسهيل إنجاز مهام العمل.
وابرز علامات التعرض لضغط العمل هو تدمير العلاقات الاجتماعية، حيث تُقلل الضغوطات من أنشطة الفرد الاجتماعية، ويصعب إيجاد الوقت للتحدث مع الأصدقاء، أو الخروج لنزهة، مما يجعله شخص مُنعزل عن العالم الخارجي.
طرق التخلص من ضغوطات العمل
هناك عدة طرق يجب عليك اتباعها للتخفيف من مخاطر العرض لضغوط العمل ومنها ممارسة التأمل، وهو وسيلة قويّة للتخفيف من ضغوطات العمل، حيث يُساعد على تصفية الذهن، وإعادة ترتيب الأولويات، واستعادة التركيز.
ويجب ارتداء ملابس مريحة لأن الملابس تؤثر على قدرة الاشخاص على الإنجاز، فعندما يرتدي الفرد ملابس ضيقة، لن يتمكن من تحمّل ضغط العمل بسبب شعوره بعدم الراحة، حيث يُفضل ارتداء ملابس واسعة، ومُريحة لإنجاز أفضل.
ومن اهم الامور التي يجب عليك فعلها للتخفيف من التوتر سواء كان ذلك التوتر ناتج عن ضغط العمل أو غيره من الامور هو "ممارسة الرياضة" حيث تتميز التمارين الرياضية بقدرتها على مُساعدة الفرد على استعادة تركيزه ونشاطه.
ويجب على الفرد أخذ قسط من الراحة خلال فترات العمل، وذلك للقيام ببعض الحركات وتحريك عضلات جسده عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، والتي تُساعد على تحسين الدورة الدموية في الجسم، وبالتالي تنشيط العقل.