تزايدت في الآونة الأخيرة الأحاديث حول حجب تطبيق "تيك توك" في مصر، وسط مطالبات من بعض النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار شائعات عن قرار حكومي محتمل لحظر التطبيق اعتبارًا من أكتوبر المقبل، هذه الشائعات أثارت موجة من النقاش حول تأثير التطبيق على الهوية المصرية والمجتمع بشكل عام.
حجب التيك توك ف مصر
إن تصاعد الدعوات لحجب "تيك توك" يعكس قلق بعض شرائح المجتمع حول التأثيرات السلبية المحتملة لهذا التطبيق على الثقافة المحلية، وقد دعا الإعلامي المصري المعروف "شريف مدكور" في يونيو الماضي إلى حجب التطبيق، حيث قال:
"الرجاء حجب التيك توك عن مصر حفاظًا على الهوية المصرية، وعلى أطفال وشباب مصر، الموضوع مش هزار".
وكسبت هذه الدعوة تفاعلًا واسعًا، حيث أطلق العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي استطلاعات رأي لقياس التأييد لفكرة الحجب، مع تساؤلات مثل: "هل أنت مع أم ضد حجب تيك توك عن مصر؟"
كذلك لا يمكن تجاهل النقاط التي تشير إلى وجود مخاطر محتملة تفرضها التطبيقات على الأمن القومي، فقد شهد التطبيق حظرًا في عدة دول، مثل أستراليا وتركيا وفرنسا، بسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمن، ومع ذلك أكد خبراء تكنولوجيا المعلومات
بأنه لا توجد توترات كبيرة بين مصر والدول الأخرى مثل الولايات المتحدة والصين، مما يعني أن حظر البرنامج قد لا يكون حلاً مناسبًا، وإذا تم اتخاذ قرار بحظره فإن ذلك سيأتي من الجهات الأمنية المتخصصة لحماية الأمن القومي، فيما يتعلق بالتأثير الفعلي للتطبيق على الأمن القومي المصري.
كما أشار الخبراء إلى أن التطبيق لا يمثل خطرًا محدقًا، ولم يُثبت أنه يسبب اختراقات للأمن أو نشر معلومات مضللة، وقد أكدت وسائل الإعلام المصرية أن القضايا المتعلقة بالخصوصية على "تيك توك" لا تعد تهديدًا للأمن القومي.
آليات جديدة للتعامل مع تيك توك
وفي هذا السياق أعلن "أحمد بدوي" رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، عن استجابة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتوصيات اللجنة، بشأن وضع ضوابط جديدة تتعلق بمحتوى الحسابات على التطبيق، وأكد بدوي على أهمية اتخاذ إجراءات قانونية.
للحد من المحتوى الذي قد يسهم في نشر الفسق والفجور، خاصة بين الشباب وتم عقد اجتماع مع مسؤولي الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لبحث ما يتردد عن إغلاق التطبيق، حيث نفى مسؤولو الجهاز وجود أي نية لذلك، وفي إطار جهود الحفاظ على القيم والهوية المصرية.
حيث من المتوقع أن تتبنى الجهات المختصة آليات جديدة تسمح بتقديم محتوى هادف على "تيك توك"، يراعي الأعراف الثقافية للمجتمع المصري، وهذه الخطوات تهدف إلى استثمار التطبيق في نشر الرسائل الإيجابية وتعزيز الوعي الثقافي بين الشباب.
رغم كل هذه الجهود تبقى التحديات قائمة، فإن التأثيرات السلبية التي يحملها "تيك توك" تتطلب اهتمامًا جادًا من قبل السلطات والمجتمع، وهناك حاجة إلى وضع سياسات فعالة تهدف إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالتطبيق وتعزيز الاستخدام الإيجابي له، ويتطلب ذلك تكثيف التوعية والتثقيف حول كيفية التعامل مع المحتوى المتاح على المنصة، وكذلك تعزيز القيم المجتمعية الأصيلة.