يشهد سوق العقارات في دبي نموًا غير مسبوق، حيث ارتفعت المبيعات والأسعار بشكل ملحوظ في 2024 مدفوعة بزيادة الطلب، خصوصًا في القطاع الفاخر ومع هذا النجاح، يعبر حسين سجواني، رئيس داماك العقارية، عن قلقه من تحول دبي إلى مدينة باهظة التكاليف نتيجة التضخم وزيادة تدفق الأثرياء والمواهب ورغم التحديات، يبدي تفاؤله باستقرار السوق، مدعومًا باللوائح التنظيمية الصارمة التي تحمي العملاء وتعزز استقرار السوق
سوق العقارات في دبي يشهد تصاعدًا ملحوظًا بلا أي علامات على التباطؤ، حيث من المتوقع أن يكون عام 2024 عامًا قياسيًا جديدًا من حيث المبيعات والقيم العقارية وفقًا لشركات العقارات في الإمارات العربية المتحدة هذا النمو السريع يأتي مدفوعًا بزيادة الطلب على العقارات خاصة في القطاع الفاخر، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المنازل وحتى الخدمات الأخرى في المدينة ويعزز هذا الاتجاه توقعات بأن تصبح الإمارات وجهة رئيسية للثروة العالمية للسنة الثالثة على التوالي
في ظل هذا النمو السريع، يشعر حسين سجواني رئيس مجلس إدارة شركة داماك العقارية، بتفاؤل كبير حول المستقبل ولكنه يعبر أيضًا عن بعض المخاوف بالنسبة له، فإن النمو السريع في الطلب على العقارات قد يؤثر سلبًا على قدرة الأفراد على تحمل تكاليف المعيشة في المدينة وأشار إلى أن دبي أصبحت مدينة باهظة التكاليف، وهو أمر كان قد تنبأ به في الماضي كما أضاف أن الطلب المتزايد، خاصة مع قدوم المزيد من الأشخاص الموهوبين والعاديين إلى المدينة، يخلق ضغوطًا على الأسعار، ويؤدي إلى زيادة تكاليف المعيشة بما في ذلك التعليم والخدمات الأساسية
سوق العقارات في دبي أصبح أكثر تنافسية وتعقيدًا، حيث تتجاوز المبيعات الشهرية مليارات الدراهم في يوليو 2024 وحده، بلغت قيمة مبيعات العقارات حوالي 49.6 مليار درهم إماراتي، بزيادة ملحوظة تبلغ 31.63% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي هذا النمو المستمر يعكس الطلب القوي على العقارات في دبي، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوحدات بشكل ملحوظ
وفقًا لتقارير شركة الوساطة العقارية المحلية، فإن النصف الأول من عام 2024 شهد أكثر من 43000 معاملة عقارية بقيمة إجمالية تجاوزت 122.9 مليار درهم إماراتي هذه الأرقام تعكس زيادة بنسبة 30% مقارنة بعام 2023 وأشار التقرير إلى أن جزءًا من هذا النمو يعود إلى امتصاص سريع للمخزون الجديد في السوق، حيث تم بيع حوالي 80% من الوحدات التي تم إطلاقها منذ عام 2022 بالفعل هذا الأمر يعزز الثقة في قدرة السوق على الاستمرار في النمو وتحقيق أداء متميز في السنوات القادمة
لكن مع هذا النمو المتسارع، تأتي تحديات جديدة أبرزها هو كيفية إدارة تدفق الأثرياء والمواهب إلى دبي، حيث أصبح الحصول على مقعد في المدارس مسألة صعبة وترافق ذلك مع ارتفاع تكاليف التعليم والخدمات الأخرى هذه الضغوط تساهم في زيادة التضخم وتزيد من تكلفة المعيشة في المدينة لذا، يعرب سجواني عن أمله في أن تجد الحكومة حلولاً مبتكرة للتعامل مع هذه التحديات الجديدة
رغم أن دبي شهدت في السابق دورات ازدهار وانهيار، أبرزها خلال الأزمة المالية في 2008 و2009 حيث انهارت سوق العقارات وتعثرت العديد من الشركات، فإن سجواني يبدي تفاؤله بشأن استقرار السوق في المرحلة الحالية عندما سئل عن إمكانية تكرار دورة مماثلة، أكد سجواني أن الأمور اختلفت تمامًا الآن وأن سوق العقارات في دبي أكثر استقرارًا بنسبة 100%
أحد الأسباب التي عززت من استقرار السوق هو النظام التنظيمي الصارم الذي وضعته حكومة دبي بعد انهيار السوق في 2008 و2009 هذه اللوائح التنظيمية الصارمة تفرض قيودًا صارمة على المطورين والمستثمرين وتضمن تقسيم المناطق بشكل منظم وشدد سجواني على أن هذه اللوائح تساهم في حماية أموال العملاء من المخاطر وتمنع المطورين غير المؤهلين من الدخول إلى السوق بكل سهولة
إلى جانب اللوائح التنظيمية القوية، فإن دبي اليوم أصبحت وجهة رئيسية للأثرياء والمواهب من مختلف أنحاء العالم خلال جائحة كوفيد-19، بينما كانت معظم المدن العالمية مغلقة، استقبلت دبي السكان الجدد وفتحت أبوابها للأعمال والشركات مما زاد من جاذبيتها كمكان مثالي للعيش والعمل حتى في أصعب الظروف هذا النموذج الاستباقي جعل دبي تتفوق على العديد من المدن الكبرى في استقطاب الأشخاص الموهوبين ورجال الأعمال
وفي النهاية، رغم المخاوف المتعلقة بارتفاع تكاليف المعيشة، يظل حسين سجواني متفائلًا بمستقبل سوق العقارات في دبي وأكد أن الطلب المتزايد، خاصة من أوروبا ، سيستمر في دفع النمو وتحقيق نتائج إيجابية وأن دبي ستظل وجهة مفضلة للأثرياء والمواهب من جميع أنحاء العالم