في حادثة صادمة تعكس التوترات العنصرية المتزايدة في الولايات المتحدة، وجهت هيئة محلفين كبرى في مقاطعة تارانت بولاية تكساس تهمًارسمياً لامرأة تدعى "إليزابيث وولف"، البالغة من العمر 42 عامًا، بعد محاولة إغراق طفلة أميركية فلسطينية تبلغ من العمر 3 سنوات.
الحادثة التي وقعت في مايو الماضي في مسبح بمجمع سكني بمدينة يولِس، منطقة دالاس فورت وورث، أثارت اهتماماً واسعاً بسببالدوافع العنصرية المزعومة وراءها، ووفقاً لتقرير الشرطة بدأت الحادثة عندما طلبت "إليزابيث وولف" من والدة الطفلة معلومات حول أصولها.
الأمر الذي تطور إلى مشاجرة بين المشتبه بها والأم، وبحلول ذلك الوقت حاولت "وولف" الإضرار بالطفلة من خلال محاولة إغراقها فيالمسبح، حيث أكد التقرير أن "وولف" حاولت أيضًا الإمساك بالطفل الآخر الذي كان برفقة الأم في المسبح، وبفضل التدخل السريع للأم، حيث تمكنت من إخراج ابنتها من الماء.
كما هرع المسعفون إلى مكان الحادث، حيث تم التأكد من سلامة الطفلين، وفي أعقاب هذه الحادثة تم تقديم لائحة اتهام ضد "إليزابيث وولف" تضمنت تهمًا بالشروع في جريمة قتل، التي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، بالإضافة إلى التسبب عمدًا في إصابة جسدية للطفلة.
وبما أن التهمة تشمل جريمة كراهية، فإن هذه التهم قد تؤدي إلى عقوبة مشددة إذا ثبتت إدانتها، كما أكدت سجلات المحكمة التي تمالكشف عنها حديثًا أن هذا الأمر يمثل اعترافًا رسميًا بالتهم الموجهة ضد وولف، والواقعة تأتي في وقت حساس حيث يعاني المسلمون والعرب واليهود الأميركيون من تهديدات متزايدة في الولايات المتحدة .
على خلفية النزاع المستمر في غزة، وقد شهدت البلاد في الآونة الأخيرة سلسلة من الحوادث العنيفة ضد أفراد من أصول فلسطينية وأقلياتأخرى، ففي أكتوبر الماضيدتعرض طفل فلسطيني أميركي يبلغ من العمر 6 سنوات للطعن القاتل في إيلينوي، وفي فبراير الماضي طُعن أميركي من أصل فلسطيني في تكساس، بينما تعرض 3 طلاب من أصل فلسطيني لإطلاق النار في فيرمونت في نوفمبر.
كما تأتي هذه الحادثة كدليل إضافي على تصاعد التوترات العرقية في الولايات المتحدة، مما يعكس الحاجة الملحة لجهود أكبر في مكافحةالعنصرية وتوفير الحماية للأقليات، والمدافعون عن حقوق الإنسان يعربون عن قلقهم المتزايد بشأن تزايد التهديدات ضد الجماعات العرقيةالمختلفة.
ويحثون على تعزيز قوانين الحماية وتطبيقها بفعالية، وفي أغسطس الماضي تم الحكم على طالب سابق بجامعة كورنيل بالسجن 21 شهراًبسبب تهديدات نشرها ضد اليهود عبر الإنترنت، كما تم توجيه اتهامات لمواطن أردني في فلوريدا بتهديد شركات بسبب اعتقادها بدعمهالإسرائيل.
هذه الأحداث تعكس الحاجة الملحة للتصدي لخطاب الكراهية وتعزيز التفاهم بين مختلف المجتمعات في الولايات المتحدة، وتسعى السلطاتحالياً إلى التعامل مع القضايا المتعلقة بالتمييز العنصري والعنف ضد الأقليات، مع التأكيد على أهمية التوعية والتثقيف لمكافحة هذهالظواهر التي تهدد نسيج المجتمع الأمريكي المتنوع.
