في حادث مأساوي هزّ مدينة تايآن، الواقعة في مقاطعة شاندونغ شرق الصين، حيث لقي 11 شخصاً مصرعهم إثر اصطدام حافلة مدرسية بمجموعة من الأشخاص كانوا متجمعين أمام إحدى المدارس المتوسطة صباح اليوم الثلاثاء الموافق 3 من شهر سبتمبر الحالي.
بينما جاء من بين الضحايا كان هناك خمسة تلاميذ كانوا في طريقهم إلى يومهم الدراسي، في حين أن الستة الآخرين كانوا من أولياء الأمور الذينحضروا لمرافقة أبنائهم إلى المدرسة، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الرسمية في الصين ، وبدأت تفاصيل الحادثة تتكشف مع إعلان شبكة “سي سي تي في” التلفزيونية الرسمية.
بأن السائق فقد السيطرة على الحافلة بينما كان يقترب من المدرسة، والحادثة وقعت في وقت مبكرمن الصباح في تمام الساعة 7:27 بالتوقيت المحلي، مما أدى إلى اصطدام الحافلة بمجموعة من الأهالي والأطفال الذين كانوا ينتظرون خارج المدرسة، والسائق الذي لم يتم الكشف عن هويته.
حيث كان يقود الحافلة عندما انحرفت فجأة باتجاه الحشد، وقد أشار التقرير إلى أن الحادث كان مروعاً بدرجة كبيرة، حيث لم يتمكن الكثيرون من الهروب من مسار الحافلة السريعة، ووفقاً للتقارير الأولية فإن الحادث أسفر عن وفاة ستة من أولياء الأمور وخمسة تلاميذ على الفور.
بينما تم نقل أحد المصابين إلى المستشفى في حالة حرجة، وقد أظهرت صور انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهدصادمة لأشخاص بالغين وهم يحاولون تقديم الإسعافات الأولية للأطفال المصابين، وكانت الحافلة التي تسببت في الحادث متوقفة علىجانب الطريق.
هذا مع وجود آثار الاصطدام واضحة عليها، حيث أكدت وكالة الصحافة الفرنسية أن الصور التي تم تداولها تم التقاطها فيموقع الحادث بالفعل، على إثر الحادث سارعت الشرطة المحلية إلى مكان الحادث واعتقلت السائق المتسبب في الاصطدام، وأعلنت السلطات أن تحقيقاً قد بدألفهم أسباب وملابسات الحادث.
وعلى الرغم من عدم الكشف عن المزيد من التفاصيل حتى الآن، إلا أن هناك توقعات بأن التحقيق قد يكشف عن مشاكل تتعلق بسلامة المركبة أو أخطاء بشرية أدت إلى فقدان السيطرة على الحافلة، يتزامن هذا الحادث مع بدء العام الدراسي الجديد في العديد من المدارس الرسمية في الصين.
وهو الوقت الذي يشهد عادة زيادة في حركة المرور بالقرب من المؤسسات التعليمية، ومع بداية العام الدراسي تكون الشوارع المحيطة بالمدارس مكتظة بالأهالي والأطفال، مما يجعل وقوع مثل هذه الحوادث أمراً أكثر احتمالاً، والسلطات الصينية تحاول دائماً تحسين إجراءات السلامة المرورية.
إلا أن مثل هذه الحوادث تظلتذكرة مؤلمة بالعمل الذي لا يزال يتعين القيام به لضمان سلامة الطلاب والمجتمع بشكل عام، كما أن الصين تعد واحدة من الدول التي تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بحوادث المرور، حيث تعد معايير السلامة على الطرق فيها أقل تطوراً مقارنة بالدول المتقدمة.
والقيادة المتهورة وتراخي تطبيق قوانين المرور وأيضاً ضعف صيانة المركبات، وكلها عوامل تسهم في ارتفاعمعدلات الحوادث المرورية، وفي حادثة أخرى وقعت في يوليو الماضي، شهدت مدينة شانغشا وسط الصين حادثاً مشابهاً، حيث اصطدمت عربة بمجموعة من المشاة.
مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح، وتلك الحادثة كانت دليلاً إضافياً علىالمخاطر المستمرة التي تواجهها المجتمعات الصينية بسبب عدم كفاية التدابير الأمنية المرورية، ومن جانب آخر لا تقتصر معاناة الصين من الحوادث المرورية على الطرق العامة فقط.
بل تشمل أيضاً المناطق السكنية والتجارية حيث تقع العديد من الحوادث القاتلة، مثل هذهالحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز التوعية المرورية، وتحسين البنية التحتية للطرق، وتشديد العقوبات على المخالفين.
وعلى الرغم من الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الصينية للحد من هذه الحوادث، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، كما تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لضمان سلامة الأطفال والأهالي عند تنقلهم من وإلى المدرسة، والأمان في المدارس والمناطق المحيطة بها.
كما يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة، ويجب أن تشمل التدابير تحسينات في تصميم الطرق وزيادة في التواجد الشرطي، فضلاً عن حملات توعية موجهة للسائقين والأهالي على حد سواء، فأن الحادث الأخير يعد تذكيراً قاسياً بأن السلامة على الطرق لا تتعلق فقط بتطبيق القوانين، بل أيضاً بالوعي المجتمعي بأهمية القيادة بحذر واحترام حياة الآخرين.
