قامت مدينة الشارقة بإطلاق أول نظام ترخيص تجاري في العالم يعمل بالذكاء الاصطناعي، والذي يسمح للمتقدمين بالحصول على الترخيص في ثلاث دقائق فقط. تم تصميم هذا النهج المبتكر، الذي يترأسه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، لتبسيط عملية الترخيص للمستثمرين والشركات المهتمة بتأسيس أعمالها في الإمارة.
أكد محمد جمعة المشرخ، الرئيس التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، على أهمية هذه التكنولوجيا الرائدة، موضحًا أنها تبسط وتسرع عملية الحصول على ترخيص تجاري. يجعل نظام الذكاء الاصطناعي، الذي يستمد البيانات من جوازات سفر المتقدمين، عملية الترخيص سريعة وفعالة بشكل ملحوظ. كما يتضمن ميزات تفاعلية مماثلة لـ ChatGPT، مما يتيح للمستخدمين طرح الأسئلة وتلقي التوجيه طوال عملية التقديم.
يتجاوز نظام الذكاء الاصطناعي مجرد إصدار التراخيص؛ فهو يقدم أيضًا الدعم في فهم الجوانب القانونية والبنيوية لبدء عمل تجاري في الشارقة. بمجرد مراجعة المتقدم والموافقة على الشروط والأحكام، يوجهه النظام إلى بوابة الدفع لإتمام عملية الترخيص. يتيح هذا الابتكار إمكانية التقدم بطلب للحصول على ترخيص تجاري لأي نشاط معتمد داخل مدينة الشارقة للنشر، وهي منطقة حرة مخصصة للشركات المرتبطة بالنشر.
أبرز المشرخ خططًا لتوسيع هذه التكنولوجيا خارج مدينة الشارقة للنشر إلى مناطق حرة أخرى داخل الإمارة. هناك أيضًا خطط لتطبيق هذا النظام الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي في مراكز الأعمال الرئيسية في جميع أنحاء الشارقة في المستقبل، مما يبسط العملية بشكل أكبر لرواد الأعمال والمستثمرين الذين يتطلعون إلى إنشاء أعمال تجارية في المنطقة.
تم الإعلان عن هذا خلال منتدى الشارقة للاستثمار، وهو حدث لمدة يومين يجمع شخصيات بارزة من القطاعين العام والخاص لمناقشة فرص الاستثمار في الإمارة. قدم المنتدى منصة مثالية لعرض نظام ترخيص الأعمال الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي كجزء من جهود الشارقة المستمرة لتعزيز بيئة الأعمال وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر.
كان تطوير هذه التكنولوجيا المتطورة جهدًا تعاونيًا بين مايكروسوفت وهيئة الشارقة للاستثمار ومدينة الشارقة للنشر. ومن المتوقع أن يعزز نظام الذكاء الاصطناعي بشكل كبير من جاذبية الشارقة كوجهة تجارية، وخاصة للمستثمرين الذين يسعون إلى نهج رقمي سلس لإنشاء الشركات. ولم يعد المستثمرون بحاجة إلى زيارة المكاتب الحكومية أو الاعتماد على مساعدة طرف ثالث؛ إذ يمكنهم إكمال عملية الترخيص بالكامل عبر الإنترنت من خلال موقع مركز خدمات المستثمرين في الشارقة (سعيد).
وأكد المشرخ أن مبادرة الذكاء الاصطناعي هذه تتماشى مع استراتيجية الشارقة الأوسع نطاقًا لترسيخ مكانتها كمركز للاستثمار الأجنبي والابتكار. وفي عام 2023، اجتذبت الشارقة 2.7 مليار درهم إماراتي من الاستثمار الأجنبي المباشر، والتوقعات للعام الحالي متفائلة، مع نمو متوقع بنسبة 10% على الأقل.
وتركز الشارقة جهودها الاستثمارية على العديد من القطاعات الرئيسية، بما في ذلك التكنولوجيا الزراعية، والطاقة المتجددة، والسياحة، والتعليم، والرعاية الصحية. وبالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع الأسواق التقليدية، تركز الشارقة بشكل نشط على جذب الاستثمارات من دول مثل الصين والهند وأعضاء آخرين في مجموعة البريكس. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الإمارة إلى تعزيز العلاقات مع الدول التي أبرمت معها الإمارات اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة، مما يساعد في تنويع مصادر وفرص الاستثمار.
إن نظام تراخيص الأعمال الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في الشارقة يمثل تغييراً جذرياً في المنطقة، حيث يجعل من الأسهل والأسرع للشركات إطلاق عملياتها في الإمارة. ومن المتوقع أن تعزز هذه المبادرة مكانة الشارقة كوجهة رئيسية للمستثمرين، وخاصة أولئك الذين يبحثون عن حلول فعّالة تعتمد على التكنولوجيا لإنشاء وإدارة الأعمال. ومن خلال تبني مثل هذه الابتكارات، تميز الشارقة نفسها كبيئة صديقة للمستثمرين، مع طموحات لتوسيع نفوذها الاقتصادي على المستويين الإقليمي والعالمي.