صحيفة أخبارنا

معركة سياسية تشتعل: إردوغان والمعارضة في مواجهة بسبب "جنود أتاتورك"

, أخبار
آخر تحديث: (بتوقيت الإمارات)
Loading...

تشهد الساحة السياسية في دولة تركيا تجاذب حاد ، بعد احتفال مئات من الضباط المتخرّجين الجدد في كلية الحرب البرية بجامعة الدفاع الوطني، عن طريق رفع سيوفهم، وأداء قسم يؤكّدون ولاءهم لمؤسس الجمهورية التركية "مصطفى كمال أتاتورك" ، مردّدين "نحن جنود مصطفى كمال" .

قام 300 طالب من الخريجين برتبة ملازم، بأداء هذا القسم الغير رسمي ، بعد انتهاء حفل التخرج الرسمي والذي شارك فيه الرئيس "رجب طيب إردوغان" في 30 أغسطس 2024،جدل واسع لا يزال متفاعل، وتصاعَد هذا الجدل بعد أن تعهّد إردوغان، في تصريحاه بتطهير الجيش التركي منهم، ولمح إلى أن تلويحهم بسيوفهم كان يشير الي «الانقلاب».

وقال إردوغان، في فعالية خاصة بمدارس «الأئمة والخطباء» الدينية : «في حفل تخرّج معين ظهر بعض الأشخاص المسيئين، وقاموا بإشهار السيوف» .

وتسأل اردوغان : «في وجه مَن أشهرتم هذه السيوف؟». وأضاف : «الآن، يتم إجراء جميع التحقيقات بخصوص هذه الأمور، وسوف يتم تطهير هذه القلة من الجهلة، ونحن لم نأتِ إلى هنا من فراغ، أريد أن يكون هذا الأمر معروف بشكل واضح، نحن لن نسمح بإستنزاف جيشنا مرة أخرى، سوف تتم محاسبة المتورطين في الحادث، والذين يمكن أن يكونوا (30 أو 50) شخص .

وتابع إردوغان بأن لقاءً تم إجراؤه مع جامعة الدفاع الوطني والقوات البرية بخصوص هذه الصدد، ولفت الانتباه إلى وجود ثلاثة فتيات تخرّجن بالمراتب الأولى و إحداهن تدعى «اقرأ» في هذه الحادثة، و تعمل السلطات على معرفة كيفية وصول الضابطات الثلاثة إلى هذه اللعبة وشدّد على عدم إمكانية بقاؤهم في الجيش.

وأقيمت يوم (30 و31) أغسطس 2024 ،حفلات تخريج الدفعات الجديدة من الكليات الحربية الثلاثة : ( البرية، والجوية، والبحرية) ، وكانت الظاهرة المُلفته أن أوائل الدفعات الثلاثة كنّ من الفتيات، وقام ما يزيد عن 300 ضابط متخرج بكلية الحرب البرية، وتتقدمهم الطالبة الأولى على الدفعة، "إبرو إرأوغلو" ، بأداء قسم ثاني بعد القسم الرسمي، وأعلنوا فيه ولاءهم لأتاتورك.

وأظهرت العديد من اللقطات، التي لاقت تفاعل واسع ، لحظات إشهار الضباط سيوفهم في وقت واحد مردّدين هتاف : «نحن جنود مصطفى كمال»، وهو الأمر الذي أسفر عن موجة من الجدل على جميع منصات التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من الحكومة من أن الهتاف يحمل تذكير بانقلابات عسكرية شهدتها دولة تركيا في عقود سابقة ، وأعلنت وزارة الدفاع فتح تحقيق إداري للتعرف علي ملابسات الواقعة.

 كرّم اردوغان الضابطة "إبرو إرأوغلو" الأولى على دفعة كلية الحرب البرية قبل تزعمها مجموعة من زملائها لأداء قسم الولاء لأتاتورك .

وأثار إعلان الرئيس إردوغان تطهير الجيش من الذين أشهروا سيوفهم، ردودَ فعل كبيرة وواسعة ، إذ انتقد " أوزغور أوزيل" زعيم المعارضة ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» ، ردَّ فعل إردوغان على هذه الحادثة، ودعاه إياه إلى التراجع، وكتب على حسابه علي منصة «إكس»: «إن إعطاء رد فعل بعد ثماني أيام أمر يحمل معاني كثيرة، وأدين استخدام الملازمين المتخرّجين حديثاً في الأكاديمية العسكرية دعمهم قائدهم الأعلى الأبدي مصطفى كمال أتاتورك في حسابات سياسية، وان التضحية بمستقبل الشباب المشرق من أجل سياسة الاستقطاب ظلم لن تغفره أمتنا... تراجَع».

من جانب اخر طالب "أكرم إمام أوغلو" رئيس بلدية إسطنبول، الرئيس إردوغان بأن يتوقف  عن تفسير كل حادثة على أنها محاولات للانقلاب. وقال خلال حسابه علي «إكس» إن : «ولاء قواتنا المسلحة وخريجينا الجدد للقائد الأعلى مصطفى كمال أتاتورك هو فوق السياسة، وأراد الملازمون الشباب التعبير عن مدي احترامهم لمؤسس البلاد بحماس كبير في أسعد وأشرف يوم لهم، وهذا كل ما في الأمر».

وأضاف ايضا  "أكرم أوغلو" : «تخلوا عن عادتكم في تفسير كل حادثة أنها محاولة للإنقلاب، ولا تضروا شبابنا... أنادي الشباب الأعزاء وعائلاتهم إننا كأمة سوف نتخلّص من العقلية التي تقول: أخي، اليوم، لمن كانت تصفه بالقاتل أمس، وهذه العقلية التي تستخدم كل شيء لمصلحتها السياسية وتقسم هذه الأمة، سوف ترحل في أول انتخابات... عاشت الجمهورية... يحيا مصطفى كمال أتاتورك».

ورداً على انتقادات أوزيل لتصريحات إردوغان، قال متحدث حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، في مقابلة تلفزيونية الأحد قائلاً : «بخصوص الصورة التي ظهرت، قلت في البداية إن آليات الرقابة الديمقراطية ناجحة، وهذا ينطبق أيضاً على القوات المسلحة التركية».

وأضاف : «رئيسنا (إردوغان) يعتبر هو القائد الأعلى لجيوشنا حسب الدستور، سواءً كانت القضية انقلاب أو محاولة، أو عدم انضباط، أو إهمال، فهذه أمور مختلفة، سوف يتم تقييمها جميعاً، ومن الواضح بأن مسألة قراءة القسم بطريقة مختلفة سوف تحتاج إلى تنظيم».

وتابع ايضا : «يقول السيد أوزغور أوزيل أنت تفتح تحقيق ضد الخريجين الذين يقولون أتاتورك، وهذا خطأ، حيث يتم فتح تحقيق في عدم الانضباط هنا، وعندما ننقل هذا النقاش إلى محور أتاتورك، فإننا نخرجه من سياقه الأصلي، لدينا خبرة كبيرة، والحساسية ظاهرة طبيعية، والمسألة هنا هي جعل الآلية الأمنية محور سياسي، ولا وطنية بدون قانون».

وتسبَّبَت تصريحات إردوغان التي أكّد فيها تطهير الجيش من الخريجين الذين أقسموا على الولاء لأتاتورك، في موجة شديدة من ردود الفعل الواسعة على منصات التواصل الاجتماعي من العديدمن الطوائف، وظهرت العديد من الوسوم المختلفة على غرار «نحن أطباء مصطفى كمال»، «نحن صحافيو مصطفى كمال»  .

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...