في أعقاب ما وصفته بـ المجزرة المروعة التي ارتكبتها إسرائيل في مدرسة التابعين في وسط مدينة غزة، أعلنت القوات الإسرائيلية عن مقتل 31 مقاتلاً من حماس والجهاد الإسلامي خلال هجومها الأخير، وهذا الهجوم الذي وقع نهاية الأسبوع أثار ردود فعل دولية شديدة وتنديدات واسعة، خاصة بعد سقوط عدد كبير من الضحايا.
تفاصيل الهجوم والأعداد المعلنة من إسرائيل
الجيش الإسرائيلي عبر منصته الرسمية على "إكس" تويتر سابقاً، عن كشف يوم الاثنين الموافق 12 من شهر أغسطس الجاري، عن أسماء وصور 19 رجلاً وصفهم بأنهم مقاتلون في حماس والجهاد الإسلامي، مؤكداً أن العدد الإجمالي للمقاتلين الذين لقوا حتفهم في الهجوم وصل إلى 31 شخصاً.
هذه الغارة الجوية التي استهدفت مدرسة التابعين بوسط غزة، جاءت بعد سلسلة من التصعيدات العسكرية المستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، ومن جانبهم أفاد مسؤولون في غزة أنه تم التعرف على 75 قتيلاً من بين 93 شخصًا قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على المدرسة.
حيث أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة "محمود بصل"، بأن الضحايا شملوا 11 طفلاً و6 نساء حيث تم التعرف على 75 منهم حتى الآن، كما أضاف "بصل" أن العديد من الجثث كانت مشوهة تماماً بسبب قوة الغارة، مما جعل من الصعب التعرف عليها.
أما في ظل هذه الأحداث المأساوية أكد الدكتور "أمجد عليوة" طبيب الطوارئ في المستشفى الأهلي بغزة، أن هناك عدداً من الجثث التي لم يتم التعرف عليها بعد، مشيراً إلى أن العائلات التي نزحت إلى مناطق جنوب القطاع تواجه صعوبة في تحديد هوية ذويها.
كما ذكر أن المستشفى تعاني من نقص حاد في الإمكانيات للتعامل مع أعداد الضحايا المتزايدة، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية في القطاع.
تبريرات إسرائيل وبيان حماس
فيما يتعلق بتبرير الهجوم قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين داخل المدرسة، في إشارة إلى مقاتلي حركة حماس الذين كانوا وفقاً لرواية الجيش يتخذون من المدرسة مركزاً لهم، ومع ذلك نفت حركة حماس هذا الادعاء بشدة، مؤكدة في بيان لها أن جميع الضحايا.
كانوا من المدنيين الذين لم يكن لهم أي علاقة بالعمل العسكري، كما أوضحت الحركة أن الضحايا شملوا أطفالاً وموظفين مدنيين وأساتذة جامعات ورجال دين، مضيفة أن الكثير منهم كانوا يؤدون صلاة الفجر عند وقوع الهجوم.
ردود الفعل الدولية
الهجوم الإسرائيلي على مدرسة التابعين لاقى انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، حيث طالبت عدة دول ومنظمات حقوقية بفتح تحقيق مستقل في الهجوم الذي وصفوه بأنه انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني،كما أعربت منظمات دولية عن قلقها العميق إزاء تزايد عدد الضحايا المدنيين في غزة، داعية إلى ضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في القطاع.
هذا الهجوم يعد واحداً من أكثر الهجمات دموية منذ اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزة، التي بدأت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي،ويشير المحللون إلى أن هذا التصعيد الأخير قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل في غزة.