تشهد المنطقة توتراً متصاعداً مع بدء إيران في تحريك منصات لإطلاق الصواريخ وإجراء تدريبات عسكرية منذ نهاية الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استعداد طهران لشن هجوم محتمل في الأيام القليلة القادمة، بينما صرح مسؤولين أميركيين بأن إدارة الرئيس الأميركي "جو بايدن" تعمل على مواجهة هذا التهديد المتوقع، حيث يخشى المسؤولون من أن يكون الهجوم الإيراني مصحوباً بضربات من "حزب الله" ووكلاء طهران الآخرين، في محاولة لإرباك الدفاعات الإسرائيلية.
استعدادات أميركية لمواجهة تهديدات إيران
تحاول الإدارة الأميركية ردع التصعيد والاستعداد له إذا لزم الأمر، وذلك عبر إرسال سرب من مقاتلات "إف-22" ومجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة، يتواجد الجنرال "إريك كوريلا" رئيس القيادة المركزية الأميركية في إسرائيل حالياً، تماماً كما كان في أبريل الماضي خلال المواجهة الأخيرة.
حيث شكلت الولايات المتحدة فريقاً مشتركاً مع الإسرائيليين في تل أبيب لتنسيق الدفاع الصاروخي، بينما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي بأن فريق الأمن القومي قدم إحاطة للرئيس بايدن ونائبته "كامالا هاريس" حول الهجوم الإيراني المحتمل.
مؤكدين بأنه من غير الواضح موعد شن إيران و"حزب الله" الهجوم على إسرائيل أو تفاصيله، وتم إطلاع "بايدن" و "هاريس" أيضاً على الجهود الأميركية لدعم إسرائيل عسكرياً إذا تعرضت للهجوم، وكذلك الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى تهدئة التوتر الإقليمي والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
التحركات الدبلوماسية الأميركية
حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "ماثيو ميلر" بأن الولايات المتحدة حثت بعض الدول من خلال القنوات الدبلوماسية، على إبلاغ إيران بأن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحتها، ووصفت وزير الخارجية أنتوني بلينكن الوضع الحالي بأنه لحظة حرجة بالنسبة للمنطقة.
بمشيراً إلى أن واشنطن منخرطة في دبلوماسية مكثفة على مدار الساعة تقريباً للمساعدة في تهدئة التوتر، وأضاف "بلينكن" خلال لقاء مع نظيرته الأسترالية في واشنطن بإنه يجب على كل الأطراف الامتناع عن التصعيد، كما زاد من حدة التوترات في المنطقة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس " إسماعيل هنية ".
في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي، وقتل القائد العسكري الكبير في حزب الله "فؤاد شكر" في غارة إسرائيلية على بيروت، أثارت هذه الأحداث مخاوف من تهديدات بالانتقام من إسرائيل، وتحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط.
حيث تتهم إيران إسرائيل باغتيال "هنية" وتوعدت بعقابها في حين لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، وتفاقمت الأوضاع أيضاً بعد إصابة ما لا يقل عن خمسة جنود أميركيين في هجوم صاروخي مشتبه به شنه مسلحون مدعومون من إيران ضد القوات الأميركية وقوات التحالف في قاعدة الأسد الجوية بالعراق.
وفقاً للبنتاغون أصيب أحد الجنود بجروح خطيرة، وقد أكد المسؤولون أن المعلومات الأولية عن عدد الجرحى قد تتغير وأن العسكريين في القاعدة يجرون تقييماً للأضرار بعد الهجوم.
