شهدت مناطق في لبنان، خاصة الضاحية الجنوبية لبيروت، سلسلة انفجارات استهدفت أجهزة اتصالات لاسلكية يستخدمها عناصر من حزب الله، مما أدى إلى إصابة العشرات في حادث مفاجئ استمر لأكثر من نصف ساعة وسط حالة من الهلع والاستنفار الطبي، أكد الحزب تخليه عن تلك الأجهزة بعد تقارير عن اختراق إسرائيلي لأنظمته
في تطور مفاجئ وغير مسبوق، شهدت لبنان ، وتحديداً الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، سلسلة من الانفجارات التي استهدفت أجهزة اتصالات لاسلكية يستخدمها عناصر من حزب الله الحادث وقع يوم الثلاثاء واستمر لأكثر من نصف ساعة، وأسفر عن وقوع عدد كبير من الإصابات وسط حالة من الفوضى والهلع في مناطق عدة، خاصة في الضاحية الجنوبية التي تعد معقلاً للحزب.
بدأت القصة حين انفجرت بشكل متزامن أجهزة الاتصال التي كان يستخدمها أعضاء الحزب، ومن بينها أجهزة "البيجر" التي انتشرت بين صفوفه مؤخراً الانفجارات كانت قوية لدرجة أنها تسببت في إصابات متفاوتة بين عناصر الحزب، بعضهم تعرض لجروح بالغة مشاهد المصابين وهم ينزفون كانت مروعة، وسط حالة من الاستنفار الأمني والطبي، في محاولة لإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات التي سرعان ما امتلأت بالمصابين.
لم تكن المستشفيات وحدها تعج بالمرضى، بل امتلأت أيضاً بالنداءات الموجهة للمواطنين من أجل التبرع بالدم المستشفيات في الضاحية الجنوبية ناشدت الجميع، في ظل تزايد أعداد المصابين والحاجة الملحة لتوفير كميات كافية من الدم لإنقاذ حياتهم وزارة الصحة اللبنانية أعلنت حالة الطوارئ، مؤكدةً أن عدداً كبيراً من المصابين بجروح متفاوتة وصلوا إلى المستشفيات، ودعت المواطنين إلى توخي الحذر والابتعاد عن أي أجهزة اتصال لاسلكية قد تكون بحوزتهم حتى تتضح الأمور بشكل كامل.
فيما تناقلت بعض التقارير الإعلامية عن مصادر قريبة من الحدث، أكدت القناة 13 الإسرائيلية أن الانفجارات استمرت لمدة نصف ساعة متتالية، فيما أظهرت المشاهد عشرات من عناصر حزب الله مصابين بجروح متفاوتة، بينهم من كان في حالة حرجة الضاحية الجنوبية التي كانت تعيش حالة من الاستقرار النسبي تحولت فجأة إلى منطقة مضطربة تشهد حالة من الفوضى، وسط تحذيرات من تكرار هذا النوع من الهجمات.
على الصعيد السياسي والعسكري، جاءت هذه الانفجارات بالتزامن مع إعلان إسرائيل عن إحباط محاولة اغتيال استهدفت أحد قادتها العسكريين السابقين في تل أبيب مصادر لبنانية كشفت في وقت سابق أن حزب الله كان قد بدأ مؤخراً باستخدام وسائل اتصال تقليدية مثل أجهزة البيجر وخطوط الهواتف الأرضية في محاولة لتجنب تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية المتقدمة ورغم هذه التدابير الاحترازية، يبدو أن إسرائيل تمكنت من اختراق نظام الاتصالات الخاص بالحزب وتفجير الأجهزة بشكل متعمد.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر من "العربية/الحدث" أن حزب الله أبلغ جميع عناصره بالتخلي الفوري عن تلك الأجهزة التي أصبحت تشكل تهديداً مباشراً على حياتهم وأضافت المصادر أن عدد الإصابات قد يتجاوز الـ300، في حين أن التقارير الأولية أشارت إلى أن نحو 50 إصابة على الأقل سجلت في منطقة النبطية جنوب لبنان من بين الجرحى، كان هناك العديد ممن تعرضوا لجروح بالغة في الوجه نتيجة لتفجير الأجهزة المحمولة.
الحدث أثار حالة من القلق داخل صفوف حزب الله، خاصة أن الانفجارات جاءت في توقيت حساس للغاية، حيث تشهد المنطقة توترات أمنية وعسكرية متزايدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة هذه العملية تعتبر من أكبر التصعيدات الأمنية التي يشهدها لبنان في الفترة الأخيرة، ومن المتوقع أن تترك تداعيات كبيرة على الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، في ظل استمرار التحقيقات لمعرفة التفاصيل الكاملة وراء هذا الحادث المفاجئ.