أعلن المفوض الأوروبي للسوق الداخلية "تييري بريتون"، اليوم الإثنين الموافق 16 من شهر سبتمبر الجاري، استقالته من منصبه في المفوضية الأوروبية، مؤكدًا أن رئيسة المفوضية "أورسولا فون دير لاين" طلبت من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" استبعاده ويبدو أن الخلافات بين بريتون وفون دير لاين كانت وراء هذا القرار المفاجئ.
في رسالة نشرها "بريتون" على منصة إكس، صرح بأنه يستقيل من منصبه بمفعول فوري وأضاف أنه، كمرشح رسمي من الرئيس ماكرون، كانت رئيسة المفوضية قد طلبت من فرنسا سحب اسمه من القائمة، وأوضح أن "فون دير لاين" قد طلبت هذا التغيير لأسباب شخصية لم يتمنقاشها مباشرة معه، واقترحت في المقابل حقيبة ذات نفوذ أكبر لفرنسا في المفوضية المقبلة كحل سياسي.
كما وصف "بريتون" تصرفات "فون دير لاين" بأنها “شهادة أخرى على الحوكمة المشكوك فيها” وأشار إلى أن فرنسا ستقدم مرشحًا آخر لشغل المنصب، وأكد أنه خلال فترة عمله في المفوضية، عمل بجد للدفاع عن المصالح المشتركة لأوروبا بعيدًا عن المصالح الوطنية والحزبية واعتبر ذلك شرفًا له، تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين فون دير لاين وبريتون قد شهدت توترًا ملحوظًا منذ أن قاد بريتون في الربيع حركة احتجاج ضد أسلوب إدارة رئيسة المفوضية، والذي اعتبره غير جامع بما يكفي.
بينما قد أثر هذا التوتر بشكل كبير على علاقتهما وأدى إلى هذه الاستقالة المفاجئة، وحتى الآن لا يزال غير واضح من سيرشح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ليحل محل بريتون، حيث يتعين على المرشحين الجدد للمفوضية اجتياز استجواب في البرلمان الأوروبي قبل أن يتم تعيينهم في المناصب الجديدة، وتقدم المفوضية الأوروبية تشريعات للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، وتضمن احترام القواعد التي تحكم هذه الكتلة التجارية الكبيرة.
كما تتألف المفوضية الأوروبية من مجموعة من المفوضين الذين يشغلون حقائب وزارية مشابهة لتلك التي يشغلها وزراء الحكومة في الدول الأعضاء، بما في ذلك الزراعة والاقتصاد والمنافسة والأمن والهجرة، وللحفاظ على التوازن بين الجنسين في المفوضية خلال ولايتها الثانية، طلبت فون دير لاين من كل دولة عضو تقديم اسم مرشح من الجنسين لمنصب مفوض السياسة ومع ذلك، كنا اقترح معظم الأعضاء مرشحًا واحدًافقط وغالبًا ما كان رجلاً.
تجدر الإشارة إلى أن "فون دير لاين"، التي شغلت سابقًا منصب وزيرة الدفاع الألمانية، ضغطت على الدول الأصغر لتغيير موقفها فيما يتعلق بالمرشحين وفي الأسابيع الأخيرة، انسحب المرشح المفضل من سلوفينيا ، وتم اقتراح امرأة كبديل له، وتقرر فون دير لاين الحقيبة التي ستحصل عليها كل دولة، حيث تعتبر بعض الحقائب مثل التجارة والتمويل وتوسيع الاتحاد الأوروبي مرغوبة للغاية.
كما أن المناصب الرفيعة مثل نائب الرئيس هي أيضًا محل تنافس كبير، حيث يوجد في المفوضية سبعة من هؤلاء النواب، ومع استقالة بريتون وتوتر العلاقات داخل المفوضية، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تغييرات كبيرة قد تؤثر على كيفية إدارة الاتحادالأوروبي وتوزيع المناصب داخل المفوضية.