أعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية تعليق جميع رحلاتها من وإلى العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأحد الموافق 25 من شهر أغسطس، هذا بسبب الظروف الأمنية المتدهورة في المنطقة، والقرار جاء في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، ما دفع الشركة لاتخاذ هذه الخطوة كإجراء احترازي لضمان سلامة المسافرين.
حيث أن القرار المفاجئ بتعليق الرحلات جاء على خلفية التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل، الذي بلغ ذروته يوم الأحد بعد أن أطلقت جماعة حزب الله المدعومة من إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه أهداف داخل إسرائيل ، وهذا الهجوم جاء كرد فعل على اغتيال القيادي البارز في حزب الله "فؤاد شكر".
في ضربة جوية إسرائيلية نفذت في نهاية يوليو، والجيش الإسرائيلي رد على الفور بشن غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، كما تصاعدت حدة التوترات مما جعل الوضع الأمني في لبنان غير مستقر وقابل للتدهور في أي لحظة.
وهو ما دفع السلطات الأردنية إلى اتخاذ قرار سريع بتعليق الرحلات الجوية إلى بيروت، وفي ظل هذه التطورات المتسارعة دعت وزارة الخارجية الأردنية المواطنين الأردنيين المقيمين في لبنان إلى مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن، واستجابة لهذه الدعوة.
قامت الخطوط الملكية الأردنية بتوفير رحلات إضافية، لإعادة المواطنين الراغبين في العودة إلى الأردن خلال الأيام المقبلة، كما أن هذه الخطوة تؤكد على التزام الحكومة الأردنية بحماية مواطنيها في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في المنطقة، ورغم تعليق الرحلات إلى بيروت.
أكدت السلطات الأردنية أن المجال الجوي الأردني لم يتأثر بأي اضطرابات نتيجة التصعيد الإقليمي، كما صرح رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني الكابتن "هيثم مستو"، بأن الأجواء الأردنية تعمل بشكل طبيعي سواء للطائرات القادمة أو المغادرة أو العابرة.
كما أوضح أن الهيئة تتابع عن كثب التطورات في المنطقة وتقيّم الظروف باستمرار لضمان سلامة الطيران، والتحركات العسكرية الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل أثارت قلقًا دوليًا واسع النطاق، حيث يخشى المراقبون من احتمال اندلاع نزاع أكبر قد يشمل دولًا أخرى في المنطقة.
خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس " إسماعيل هنية " في طهران، والذي قد يدفع إيران وحلفاءها إلى ردود فعل عنيفة، أما الوضع الحالي فهو يزيد من احتمالية تصاعد التوترات بشكل خطير، ما يجعل السلامة الجوية والقرارات المتعلقة بالطيران أكثر تعقيدًا وحساسية.
بالنسبة لتعليق رحلات الخطوط الملكية الأردنية إلى بيروت، فهو يمثل ضربة قوية لقطاع السياحة اللبناني الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة مثل السياحة، والتي تعد أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد اللبناني، وسوف تتأثر بشكل مباشر بهذا القرار.
حيث سيقل عدد السياح القادمين إلى لبنان، مما يزيد من التحديات الاقتصادية التي يواجهها البلد، وليس من الواضح متى ستستأنف الخطوط الجوية الملكية الأردنية رحلاتها إلى بيروت، إذ يعتمد ذلك بشكل كبير على كيفية تطور الأوضاع الأمنية في الأيام والأسابيع المقبلة.
أما عن السلطات الأردنية ستراقب الوضع عن كثب وستتخذ القرارات المناسبة بناءً على المستجدات في الوقت الحالي، وتبقى الأولوية لسلامة المسافرين، وهو ما دفع الشركة لتعليق الرحلات حتى إشعار آخر.