في ظاهرة طبيعية غير مسبوقة، اجتاحت أمطار غزيرة وسُيول جارفة العديد من المدن السودانية، مما أسفر عن تدمير آلاف المنازل والمنشآت الأحداث أسفرت عن سقوط وفيات وإصابات بين السكان بسبب انهيار مساكنهم بشكل كلي أو جزئي.
فيضانات تجتاح أبو حمد أزمة إنسانية وتدمير شامل للمدن السودانية
مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل، التي تعد من أبرز مراكز التعدين عن الذهب في السودان ، تعرضت لتداعيات شديدة حيث أظهرت تسجيلات مصورة المياه تحاصر المدينة بالكامل، الأمطار استمرت بغزارة غير متوقعة لأكثر من 10 ساعات متواصلة، مما دفع العديد من الأسر للخروج بأطفالهم من منازلهم أثناء هطول الأمطار خوفاً من انهيارها، وقال الطاهر حمزة، أحد سكان المدينة، إن الوضع أصبح كارثياً حيث غمرت المياه المنازل والشوارع بكامل المدينة كما أضاف أن النازحين الذين كانوا يتخذون من المدارس المتهالكة مأوى لهم تأثروا بشكل كبير بسبب هذه الأمطار الغزيرة
تحذيرات الأرصاد الجوية وتوترات جديد ومخاوف مستمرة
مصلحة الأرصاد الجوية أصدرت تحذيرات يوم الاثنين بخصوص الأمطار الغزيرة المصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية، التي تشمل معظم ولايات البلاد. الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية والمرتفعات الإريترية أدت إلى فيضانات في نهر القاش، مما يهدد مناطق وسط وشمال ولاية البحر الأحمر وولايتي نهر النيل والشمالية
وحدة الإنذار المبكر حذرت من جريان السيول الجارفة، ودعت السلطات المحلية إلى اتخاذ أعلى درجات الحيطة والتأهب كما نصحت المواطنين في المناطق المتأثرة بالابتعاد عن المناطق المنخفضة ومجاري الأودية النشرة الحديثة توقعت استمرار هطول الأمطار بكميات متفاوتة مصحوبة بعواصف رعدية وسيول جارفة ورياح قوية
صور مروعة معاناة المواطنين وقلق من المخاطر الصحية
تداول الناشطون صوراً ومقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تظهر مدى قوة الأمطار والسيول التي اجتاحت مدينة أبو حمد الصور كشفت عن مدى الدمار الذي ألحقته السيول، مما أجبر آلاف الأسر على الاحتماء في العراء وسط المياه المتساقطة المواطنون عبروا عن مخاوفهم من كارثة صحية محتملة بسبب جرف مياه السيول للمواد الخطرة المستخدمة في تعدين الذهب إلى الأحياء السكنية، مما قد يتسبب في انتشار الأمراض
الأمطار الغزيرة جرفت أيضاً الطريق البرية الذي يربط بين مدينتي أبو حمد وعطبرة بولاية نهر النيل، مما أدى إلى غمر عدد من القرى وإلحاق خسائر كبيرة بالمشاريع الزراعية
الجنينة تعلن منطقة كوارث وضع مأساوي يستدعي التدخل الفوري
في ولاية غرب دارفور، أعلن حاكم الولاية الطاهر آدم كرشوم، التابع لقوات الدعم السريع، عن العاصمة الجنينة كمنطقة كوارث طبيعية نتيجة السيول والفيضانات. الحاكم أكد أن أكثر من 7 آلاف منزل تضررت كلياً وجزئياً، وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لإغاثة المواطنين الذين يعيشون في ظروف صعبة على الطرقات ويحتاجون إلى الغذاء ومواد الإيواء
لجان مقاومة الجنينة، وهي منظمة أهلية، أكدت أن المياه غمرت بالكامل أحياء الزهور والثورة وأردمتا، وناشدت السلطات بالتدخل العاجل لاحتواء السيول والفيضانات. الوضع أسفر أيضاً عن قطع الطريق الرابطة بين الجنينة ووحدة مورني، وهو الطريق الرئيسي لنقل البضائع والمواد الغذائية إلى المنطقة
دمار واسع في وادي حلفا نداءات عاجلة للإنقاذ
جمعية الهلال الأحمر السوداني أعلنت أن الأمطار والسيول أحدثت دماراً كبيراً بمحافظة وادي حلفا في الولاية الشمالية، حيث شرّدت أكثر من 174 أسرة التي اضطرت للجوء إلى المدارس والمساجد. الأمم المتحدة حذرت الأسبوع الماضي من معاناة محتملة يواجهها السودانيون مع دخول موسم الأمطار، في ظل الأوضاع الصعبة التي تعاني منها البلاد منذ اندلاع الحرب قبل 15 شهراً، والتي ألحقت خسائر جسيمة بالبنى التحتية وأجبرت ملايين الناس على اللجوء إلى مناطق معرضة للفيضانات
تقديم المساعدات الطارئة للمتضررين
مع استمرار هذه الكوارث الطبيعية، تواجه السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في تقديم المساعدات الطارئة للمتضررين من الضروري أن تتضاف الجهود الدولية والمحلية لتخفيف معاناة المتضررين وتحقيق الاستقرار في المناطق المنكوبة، وتوفير الدعم اللازم للنازحين والمجتمعات المتضررة لضمان استمرارية الإغاثة والتعافي في المستقبل القريب تتطلب هذه الأزمة استجابة شاملة وسريعة لضمان توفير الرعاية الإنسانية والإنقاذ الفوري للأسر المتضررة، وذلك لمواجهة التأثيرات الطويلة الأمد لهذه الكوارث الطبيعية على حياة المواطنين ومجتمعاتهم
