كشف وزير فلبيني رفيع المستوى يوم الأربعاء، خلال زيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة، عن اعتقال مواطن فلبيني ملاحق بتهم اعتداء جنسي على أكثر من 100 طفل في الفلبين. وأضاف الوزير أن المتهم سيتم تسليمه إلى السلطات الفلبينية.
أعلن بنيامين "بنهور" أبالوس جونيور، وزير الداخلية والحكم المحلي في الفلبين ، عن ذلك عبر منشور على الفيسبوك باللغة الفلبينية. ووصف الاعتقال بأنه إنجاز كبير في مكافحة الاتجار بالبشر وحماية الأطفال.
أشاد أبالوس بتعاون حكومة الإمارات العربية المتحدة ومساعدتها، قائلاً: "تم اعتقال تاجر أطفال معروف بسمعته السيئة وعدم رحمته، والذي كان يستغل ويؤذي مئات الأطفال الفلبينيين في الإمارات العربية المتحدة. بفضل التعاون والدعم الذي قدمته حكومة الإمارات، سيتم تسليم هذا التاجر إلى الفلبين غدًا.
أكد أبالوس أن الاعتقال يشكل خطوة هامة في جهود الحكومة المستمرة لمكافحة الاتجار بالبشر. وأصدر تحذيرًا شديد اللهجة لأولئك المتورطين في هذه الجرائم، قائلاً: "إلى المفترسين الذين لا قلوب لهم والذين يستهدفون القاصرين، الرسالة واضحة: ليس لديكم مكان تختبئون فيه؛ أينما ذهبتم، ستواجهون القانون بشكل حتمي وستتحقق العدالة".
وبينما لم يكشف أبالوس عن هوية المشتبه به، حددت السلطات الفلبينية أكثر من 100 ضحية للاستغلال الجنسي. وتشير التقارير إلى أن بعض هؤلاء الضحايا تم إنقاذهم في مواقع مختلفة في جميع أنحاء الفلبين، بما في ذلك نويفا فيزكايا، وكيرينو، وتاجويج، وباكور، وكافيت، وماريلو، وبولاكان، ولا يونيون، وباجيو.
ويُزعم أن المشتبه به باع صوراً ومقاطع فيديو استغلالية للأطفال لمشترين أجانب وتلقى مدفوعات عبر الإنترنت. وجاء اعتقاله بعد إصدار الإنتربول نشرة حمراء تطلب من وكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم تحديد أماكن الأفراد واعتقالهم مؤقتًا في انتظار تسليمهم أو اتخاذ إجراءات قانونية مماثلة، ولم تصدر السلطات الإماراتية بيانًا بشأن الاعتقال بعد.
هذه الحادثة هي جزء من تاريخ أوسع من التعاون بين الإمارات العربية المتحدة والفلبين في القبض على الأفراد المطلوبين. في أكتوبر 2016، ألقت شرطة أبوظبي القبض على تاجر المخدرات الفلبيني سيئ السمعة كيروين إسبينوزا، المعروف أيضًا باسم رولاند إسلابون إسبينوزا. وتم تسهيل عملية الاعتقال من خلال التنسيق بين السلطات الفلبينية وإدارة التحقيقات الجنائية في أبوظبي. وكان إسبينوزا شخصية بارزة في تجارة المخدرات في فيساياس الشرقية وكان في المرتبة الثانية على قائمة المطلوبين في الفلبين.
في الآونة الأخيرة، شارك أبالوس في الجهود الدولية لمكافحة الجريمة. وقد تم قطع زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة بعد القبض على قس فلبيني مطلوب في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار بالأطفال جنسياً. وعاد أبالوس على الفور إلى مانيلا للإعلان عن اعتقال أبولو كويبولوي، الذي يواجه اتهامات بالاتجار بالبشر في الفلبين. وجاء اعتقال كويبولوي بعد مطاردة مكثفة من قبل الشرطة استمرت أسبوعين.
بالإضافة إلى ذلك، زار أبالوس إندونيسيا الأسبوع الماضي لتسريع إجراءات تسليم أليس جو، عمدة مدينة تارلاك في وسط الفلبين. تم القبض على جو في جاكرتا بتهم تتعلق بارتباطه بعصابات إجرامية صينية متورطة في عمليات المقامرة غير القانونية عبر الإنترنت في الفلبين.
عند عودته إلى الإمارات العربية المتحدة، التقى أبالوس بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في قصر البحر في أبوظبي. خلال اللقاء، نقل السفير الفلبيني تحيات الرئيس فرديناند ماركوس جونيور، وأعرب عن تمنياته باستمرار التقدم وتعزيز العلاقات بين الإمارات والفلبين.