في الآونة الأخيرة تداول بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات مضللة بشأن ما يسمى "تأشيرة الإقامة المستقلة لمدة عام واحد" في الإمارات.
يشير الادعاء إلى أن هذه التأشيرة ستسمح لحامليها بالعيش والعمل في الدولة، مع المرونة في تغيير الوظائف بسهولة دون الحاجة إلى تأشيرة برعاية شركة. ومع ذلك، رفض خبراء الهجرة ووكلاء مراكز الطباعة هذه الادعاءات باعتبارها كاذبة، مؤكدين أن ما يتم الإعلان عنه ليس تأشيرة إقامة مستقلة، بل تأشيرة عمل عن بعد.
أوضح داود كيه كيه سي من شركة مولتي هاندز للخدمات التجارية أن ما يسمى "تأشيرة الإقامة لمدة عام واحد" هي في الواقع تأشيرة عمل افتراضية. تم تقديم هذه التأشيرة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة للسماح للعاملين عن بعد الذين توظفهم منظمات خارج الدولة بالإقامة في الإمارات. وعلي الرغم من ذلك، يجب استيفاء معايير محددة للتأهل لهذه التأشيرة، بما فيها إثبات العمل عن بعد ودخل شهري يبلغ حوالي 13000 درهم إماراتي. التأشيرة مخصصة للأفراد الذين يعملون بالفعل عن بعد لشركة مقرها خارج الإمارات العربية المتحدة، وليس للباحثين عن عمل.
ادعت الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أن أي شخص يمكنه بسهولة الحصول على تأشيرة لمدة عام واحد بمجرد تقديم جواز سفر ، مما يمنحه القدرة على العمل الحر وتغيير الوظائف دون الحاجة إلى رعاية من شركة إماراتية.
وبناء علي ذلك، أكد داود أن هذه الادعاءات ليست غير صحيحة فحسب، بل إنها ضارة أيضًا. ووفقًا له، من المحتمل أن يتم نشر الإعلانات الكاذبة من قبل مراكز الطباعة غير النزيهة ووسطاء التأشيرات الذين يتطلعون إلى استغلال الباحثين عن عمل. أدت العروض الترويجية المضللة إلى حالات رفض دخول الأفراد إلى الإمارات العربية المتحدة بعد الحصول على تأشيرات مزيفة أو غير شرعية من مصادر احتيالية.
على سبيل المثال، روى نوشاد حسن من مركز الهند للأعمال حادثة حيث دفع شخص لمركز طباعة مقابل تأشيرة عمل عن بعد باستخدام وثائق مزورة. عند وصوله إلى الإمارات من الهند، تم رفض دخول الشخص بعد أن اكتشف مسؤولو الهجرة الوثائق المزورة، وتم إعادته على الفور على نفس الرحلة. وحذر حسن من أن مثل هذه الإجراءات قد يكون لها عواقب طويلة الأمد، حيث أن تقديم معلومات كاذبة يمكن أن يؤدي إلى حظر دائم من دخول الإمارات، وحذر الاشخاص من الوقوع فريسة لهذه المخططات الاحتيالية، حيث يمكن أن تكون العواقب وخيمة، بما في ذلك فقدان فرصة العمل أو العيش في الإمارات.
والحقيقة هي أن الإمارات تقدم تأشيرة عمل عن بعد، والتي تم الإعلان عنها في عام 2021 كجزء من مبادرة أوسع لجذب المواهب العالمية. بموجب هذا البرنامج، يمكن للموظفين من أي مكان في العالم العيش والعمل عن بعد في الإمارات، شريطة أن يستوفوا المعايير اللازمة للتأهل، حيث يجب على المتقدمين إثبات أنهم يعملون لدى شركة خارج الإمارات ويحصلون علي راتبًا شهريًا لا يقل عن 3500 دولار. لدى دبي نسختها الخاصة من هذا البرنامج، والمعروفة باسم برنامج العمل الافتراضي في دبي، والذي يستهدف العاملين عن بعد ورجال الأعمال. يحتاج المتقدمون إلى إظهار إثبات التوظيف، وراتب شهري لا يقل عن 5000 دولار، والمستندات المالية ذات الصلة.
إن ما يسمى "تأشيرة الإقامة المستقلة لمدة عام واحد" هي إشاعة، حيث تعد التأشيرة المتاحة حاليًا مخصصة للعمل عن بُعد، وتتطلب مستندات ومؤهلات محددة. وقد أدت العروض الترويجية المضللة التي يقوم بها بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والوكلاء المحتالين إلى عواقب وخيمة على الأفراد. ومن الأهمية بمكان بالنسبة لأولئك المهتمين بالعمل عن بُعد في الإمارات البحث عن معلومات دقيقة واتباع القنوات المشروعة عند التقدم بطلبات الحصول على التأشيرات.