أعلنت الحكومة الباكستانية عن تخفيض كبير في ضريبة الاستهلاك الفيدرالية على تذاكر الطيران للعمال ذوي الياقات الزرقاء المسافرين إلى الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
تخفيض ضريبة الاستهلاك على تذاكر الطيران
ووفقًا لإشعار من مجلس الإيرادات الفيدرالي الباكستاني، سيتم الآن تطبيق رسم ثابت قدره 5000 روبية (66 درهمًا إماراتيًا) لكل تذكرة. ويستهدف هذا السعر الجديد على وجه التحديد الركاب الذين يحملون تأشيرة عمل مختومة في جوازات سفرهم وموثقة من قبل مكتب الهجرة والتوظيف في الخارج والذين يسافرون من باكستان إلى دولة من دول مجلس التعاون الخليجي. يعد هذا التخفيض الضريبي انخفاضًا كبيرًا عن المعدل السابق البالغ 12500 روبية (165 درهمًا إماراتيًا) وتم تنفيذه اعتبارًا من 10 أغسطس 2024.
أبلغت شركة فلاي دبي التي تتخذ من دبي مقراً لها، شركائها في السفر بهذا التغيير، مشيرة إلى أن الضريبة المخفضة تنطبق على الركاب الذين يحملون تأشيرات عمل موثقة والذين يسافرون من باكستان إلى دول مجلس التعاون الخليجي. ومن المتوقع أن يؤدي معدل الضريبة المنخفض إلى خفض أجرة السفر للعمال المؤهلين. وأكدت فلاي دبي التزامها باللوائح والإرشادات المحلية المتعلقة بسياسة الضرائب الجديدة هذه مما يضمن الامتثال للتغييرات.
حاليًا يوجد خمس شركات طيران باكستانية وأربع شركات طيران إماراتية تعمل بين البلدين، مما يعكس الممر الجوي المزدحم الذي يقوده عدد كبير من السكان من جنوب آسيا في الإمارات . ونظرًا للطلب المرتفع وتوافر المقاعد المحدود، فإن أسعار تذاكر الطيران بين باكستان والإمارات العربية المتحدة أعلى عادةً مقارنة بالرحلات الجوية ذات المدة المماثلة من الدول المجاورة.
زيادة متزامنة في رسوم درجة الأعمال
يأتي هذا التخفيض في ضريبة الاستهلاك الفيدرالية في خضم تغيير كبير آخر في السياسة، فقد زادت الحكومة الباكستانية الرسوم المفروضة على تذاكر الطيران من درجة رجال الأعمال إلى الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الوجهات في الشرق الأوسط بمقدار 30 ألف روبية، ليصل المعدل الجديد إلى 105 آلاف روبية اعتبارًا من 1 يوليو 2024. وتتناقض هذه الزيادة في الرسوم مع الضريبة المخفضة على العمال ذوي الياقات الزرقاء وتسلط الضوء على التعديلات الأوسع في لوائح السفر الجوي التي تؤثر على فئات مختلفة من الركاب.
هجرة جنوب آسيا واتجاهات الهجرة
في السنوات الأخيرة، كان هناك هجرة ملحوظة من باكستان مدفوعة بعوامل مثل ندرة الوظائف وارتفاع التضخم وعدم الاستقرار السياسي، حيث سعى العديد من جنوب آسيا، بما في ذلك عدد كبير من الباكستانيين، إلى الحصول على عمل في الخارج، حيث تعد دول مجلس التعاون الخليجي وجهات رئيسية بسبب فرص العمل الكبيرة المتاحة لديها. تستضيف دول مجلس التعاون الخليجي، التي تضم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وعمان والبحرين وقطر والكويت، أكبر جالية باكستانية في الخارج، وهي مساهم كبير في القوى العاملة في المنطقة.
وفقًا لمسح باكستان الاقتصادي 2023-2024، كانت دول مجلس التعاون الخليجي الوجهات الرئيسية للمهاجرين الباكستانيين في الفترة 2023-2024، بإجمالي 862.625 من جنوب آسيا يسافرون إلى الخارج بحثًا عن عمل. ومن بين هؤلاء برزت المملكة العربية السعودية كوجهة رائدة، حيث هاجر إليها 426.951 باكستانيًا.
تستضيف دولة الإمارات ما يقرب من 1.7 مليون من جنوب آسيا، حيث انتقل 230.000 باكستاني إلى هناك في الفترة 2023-2024 بحثًا عن فرص عمل أفضل. كما وظفت عمان وقطر والبحرين وماليزيا أعدادًا كبيرة من العمال الباكستانيين، مما يوضح بشكل أكبر أنماط الهجرة المنتشرة داخل منطقة مجلس التعاون الخليجي.
اعتبارًا من أبريل 2024، سافر أكثر من 13.53 مليون باكستاني إلى الخارج من خلال القنوات الرسمية للعمل في أكثر من 50 دولة. ويعمل حوالي 96 في المائة من هؤلاء العمال في دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتلعب التحويلات المالية التي يرسلها هؤلاء العمال دورًا حاسمًا في الاقتصاد الباكستاني، حيث تعمل كمصدر رئيسي للعملة الأجنبية إلى جانب الصادرات.
باختصار، يعكس قرار الحكومة الباكستانية بخفض ضريبة الاستهلاك على العمال ذوي الياقات الزرقاء المسافرين إلى دول مجلس التعاون الخليجي جهدًا لتخفيف العبء المالي على العمال الباحثين عن عمل في الخارج.