السودان بين نصر متوقع واتساع سيطرة الدعم السريع

كشف مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق الركن ياسر العطا عن حصول قوات الجيش على إمدادات كبيرة من الأسلحة النوعية التي من المتوقع أن ترجح كفة الميزان العسكري لصالح الجيش

تعزيزات الجيش السوداني وآمال النصر القريب وتوسع سيطرة قوات الدعم السريع

 أكد الفريق الركن ياسر العطا أن هذه الإمدادات ستسهم في تحقيق انتصارات حاسمة في جميع مواقع القتال قريباً مشيراً إلى أن هذه التطورات ستحدث تغييراً كبيراً في الميدانأعلن العطا عن بدء تشكيل تحالف دولي يضم قوى عظمى وكبرى لدعم مواقف الجيش السوداني هذا التحالف يشمل دولاً من داخل الإقليم وخارجه ويأتي في وقت باتت فيه قوات الدعم السريع المناوئة للجيش تسيطر على مناطق عسكرية ومدنية شاسعة في مختلف ولايات البلاد وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب موعد مفاوضات جنيف، التي ستعقد برعاية سعودية وسويسرية وبمشاركة أمريكية والتي لم يحدد الجيش بعد موقفه منها

التصريحات والتحليلات العسكرية

تصريحات العطا تأتي في وقت حرج، مع بدء العد التنازلي لمفاوضات جنيف التي تهدف إلى وقف الحرب في السودان وعلى الرغم من أن هذه التصريحات تحمل طابع التفاؤل إلا أن كثيراً من المراقبين يعتبرونها جزءاً من التعبئة العسكرية فقد سبق للعطا أن أدلى بتصريحات مشابهة لم تترجم إلى تغييرات ميدانية ملموسة لصالح الجيش

الدعم السريع يسيطر على مناطق واسعة

تواصل قوات الدعم السريع توسيع سيطرتها على مناطق واسعة في البلاد بما في ذلك الولايات الخمس لدارفور حيث تسيطر على كامل هذه الولايات باستثناء مدينة الفاشر التي تعاني من حصار مشدد ومعارك عنيفة منذ عدة أشهر كما تسيطر الدعم السريع على كامل ولاية غرب كردفان باستثناء مدينة بابنوسة التي تخضع لحصار مشدد وكذلك على ولاية شمال كردفان باستثناء مدينة الأبيض المحاصرة هي الأخرى

الوضع العسكري في الخرطوم

في العاصمة الخرطوم تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق واسعة بما في ذلك أجزاء كبيرة من أم درمان والخرطوم بحري بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على بعض الجيوب المتفرقة مثل سلاح المهندسين والسلاح الطبي ومنطقة كرري العسكرية وعلى الرغم من محاولات الجيش لاستعادة السيطرة على بعض المناطق، إلا أن الدعم السريع لا تزال تحتفظ بقبضتها على مناطق استراتيجية عديدة في العاصمة

الجسور والمعابر الحيوية

تتحكم قوات الدعم السريع في معظم الجسور والمعابر الحيوية في الخرطوم، بما في ذلك جسر سوبا وجسر المنشية وجسر المك نمر، بينما يسيطر الجيش على جسر النيل الأزرق وجسر الحامداب. ويتقاسم الطرفان السيطرة على جسور أخرى مثل جسر الفتيحاب وجسر الحلفايا في حين تم تحييد جسر شمبات بضربة جوية

تحديات وتوقعات مستقبلية

تواجه السودان تحديات كبيرة في ظل استمرار الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع ومع تزايد الضغوط الدولية والإقليمية لوقف الحرب والتوصل إلى حل سلمي يبقى السؤال قائماً حول ما إذا كان الجيش سيختار الذهاب إلى مفاوضات جنيف بجدية أم سيستمر في الرهان على الحسم العسكري

في الوقت الراهن تشير التقديرات الميدانية إلى أن قوات الدعم السريع تحقق تقدماً ملحوظاً على الأرض بينما يعاني الجيش من تراجع واضح وإذا لم يتم التوصل إلى حل سلمي قريباً فقد يستمر هذا الصراع لسنوات مما سيزيد من معاناة الشعب السوداني ويعقد الوضع الإنساني في البلاد

إن الوضع في السودان يتطلب تحركات جادة من جميع الأطراف للوصول إلى حل سلمي ينهي هذا الصراع المدمر ويأمل السودانيون أن تسفر مفاوضات جنيف عن نتائج إيجابية تسهم في استقرار البلاد وإعادة بناء الدولة على أسس سلمية ومستدامة وفي النهاية يبقى الأمل معقوداً على الحكمة والروح الوطنية للأطراف المتصارعة لتحقيق مستقبل أفضل للسودان وشعبه