أعرب الأطباء عن مخاوف كبيرة بشأن المخاطر المرتبطة بارتداء الزي الطبي المرتبط بالعمل خارج البيئات السريرية. والقلق الأساسي هو الانتشار المحتمل للجراثيم أو البكتيريا عندما يتم ارتداء هذه الزي، التي تلامس المرضى بشكل مباشر في الأماكن العامة. يمكن أن تشكل هذه الممارسة تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث تزيد من احتمالية انتقال العدوى إلى أفراد المجتمع.
مخاوف بشأن ارتداء الزي الطبي في الأماكن العامة
يؤكد الخبراء الطبيون أن ارتداء الزي الطبي في الأماكن العامة، بعيدًا عن البيئة الخاضعة للرقابة في المستشفى أو العيادة، أمر خطير لمن يتعاملون مع هؤلاء العاملين في مجال الرعاية الصحية. يزعم بعض المهنيين أن طلاب الطب غالبًا ما يرتدون هذه الزي الرسمي في الأماكن العامة كوسيلة للتفاخر، وهو سلوك يجب تجنبه بسبب مخاطره الصحية المحتملة.
المخاطر الصحية على الجمهور
كما تؤكد مستشارة طب الأسرة الدكتورة إبتهال مكي أن الزي الطبي معرض لمجموعة متنوعة من البكتيريا والجراثيم من خلال التفاعل المباشر مع المرضى. وبالتالي، فإن ارتدائه خارج العيادة أو المستشفى قد يكون خطيرًا. لا يهدف هذا الزي الرسمي إلى حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية من الأمراض المعدية فحسب، بل وأيضًا لحماية ملابسهم الشخصية من التلوث. وتعزو الدكتورة مكي اتجاه طلاب الطب إلى ارتداء الزي في الأماكن العامة إلى الرغبة في جذب الانتباه، وهو ما تعتقد أنه يجب تثبيطه تمامًا.
ويشاركها الدكتور عمر الشاكيرجي، أخصائي الأمراض الباطنية، مخاوف مماثلة، حيث صرح بأن ارتداء الزي الطبي خارج المرافق الصحية يظهر عدم المسؤولية تجاه المجتمع. ويحذر من أن هذه الممارسة هي طريق مباشر لنقل العدوى ويجب أن تحكمها قواعد صارمة. ويؤكد الدكتور الشاكيرجي على ضرورة التثقيف المبكر حول الاستخدام الصحيح للزي الطبي، بدءًا من مستوى الجامعة، لمنع السلوكيات غير المسؤولة التي قد تنتج عن عدم الوعي الكافي.
مكافحة العدوى والوقاية منها
وتضيف الدكتورة يمنى ديراني، المتخصصة في الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة، أنه يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية ألا يغادروا المستشفى أبدًا وهم يرتدون زيهم الطبي، بما في ذلك الملحقات مثل أغطية الرأس أو القفازات. وقد أظهرت الأبحاث الطبية أن التعامل غير السليم مع هذه الزي يمكن أن يؤدي إلى انتشار العدوى، مثل مرض السل، ويدعو الدكتور ديراني إلى تعقيم الزي الطبي باستخدام إجراءات متخصصة للقضاء على الجراثيم ومنع انتشار العدوى.
وضعت هيئة الصحة إرشادات للاستخدام الصحيح للزي الطبي من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية والمتدربين للحفاظ على الصحة العامة وتقليل مخاطر العدوى. تم تصميم هذه اللوائح لضمان ارتداء الزي الطبي فقط داخل حدود المرافق الصحية أو أثناء التدريب المتعلق بالصحة. وأصدرت الهيئة توجيهًا للعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق، مؤكدة على أهمية الالتزام بهذه الإرشادات. ويشمل ذلك حظر ارتداء الزي الطبي خارج بيئات العمل، مثل الأماكن العامة والأسواق والمساجد والمؤتمرات والمؤسسات التعليمية والظهور الإعلامي.
علاوة على ذلك، خلال حملات التوعية الصحية العامة، يقتصر استخدام الزي الطبي على موقع الحدث المحدد، بمجرد انتهاء الحدث، يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية تغيير زيهم قبل الانتقال إلى أي مكان آخر، مع التأكد من عدم ارتداء الزي خارج المنطقة المخصصة.
ويؤكد تعميم هيئة الصحة أن هذه اللوائح تتوافق مع معايير مكافحة العدوى العالمية والمبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن الأمراض المعدية، ومن خلال الالتزام بهذه الاحتياطات، يهدف قطاع الرعاية الصحية إلى حماية الصحة العامة ومنع انتشار العدوى بشكل غير ضروري من خلال الاستخدام غير السليم للزي الطبي.