أعلنت السلطات التركية اليوم الثلاثاء الموافق 17 من شهر سبتمبر الحاري، عن نجاحها في القبض على شخص مطلوب لدى الشرطة الدولية “الإنتربول” بتهم تتعلق بالاحتيال المنظم، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء التركية “الأناضول” اليوم.
حيث أن العملية الأمنية نُفذت من قِبل عناصر مديرية أمن ولاية موغلا في منطقة بودروم، الواقعة في جنوب غرب تركيا بالأمس يوم الاثنين، وهذاالشخص الذي يحمل الأحرف الأولى من اسمه “ب. ي.”، كان مدرجاً على النشرة الحمراء للمطلوبين من قبل الإنتربول، ويواجه اتهامات بالضلوع في أنشطة احتيالية منظمة في فرنسا .
حيث تم القبض عليه بعد عملية استخباراتية دقيقة أدارتها الأجهزة الأمنية التركية، والتي نجحت في تحديد مكانه وتتبعه في قضاء بودروم قبل أن تتمكن من إلقاء القبض عليه، ووفقًا للمعلومات الواردة من مراسل وكالة الأناضول، فإن “ب. ي.” كان ملاحقًا منذ فترة طويلة بتهمة ارتكاب عمليات احتيال معقدة ومنظمة داخل الأراضي الفرنسية.
كما أن هذه التهم التي تلاحقه تضعه ضمن فئة الجرائم الدولية التي تستدعي تعاوناً بين الدول عبر منظمة الإنتربول، ومنذ أن تم إدراجه على لائحة المطلوبين لدى الإنتربول، كانت السلطات الفرنسية تعمل على ملاحقته بالتعاون مع شركائها الدوليين، حتى تكللت الجهود بالقبض عليه في تركيا.
بعد القبض على المطلوب بدأت السلطات التركية في اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لتسليمه إلى فرنسا، وعملية التسليم ستتم وفقًا للاتفاقيات الدولية القائمة بين تركيا والإنتربول، حيث يعمل الإنتربول كوسيط بين الدول الأعضاء لتسليم المطلوبين عبر الحدود، كما تشمل هذه الإجراءات إعداد المستندات القانونية وإتمام الموافقات الرسمية بين الجهات المعنية في كلا البلدين.
والعملية التي أدت إلى القبض على المتهم تُظهر بوضوح الجهود المشتركة بين الدول الأعضاء في الإنتربول لمكافحة الجرائم الدولية المنظمة، فمن المعروف أن الإنتربول يعتمد على تبادل المعلومات الفوري بين الدول لتحديد مواقع المطلوبين وإجراء الاعتقالات بالتنسيق مع السلطات المحلية.
أما النشرة الحمراء فهي طلب دولي يُصدر من قبل منظمة الإنتربول للقبض على الأشخاص المطلوبين وتوقيفهم تمهيدًا لتسليمهم للدول التي تطلبهم، وتُصدر النشرة بناءً على طلب من دولة عضو، ويجب أن تتضمن تهمًا جنائية موثقة وأدلة كافية تدعم هذه التهم، وتعد هذه النشرة أداة فعالة للإنتربول لمساعدة الدول في تعقب المجرمين الهاربين عبر الحدود.
في حالة “ب. ي.”، تم إصدار النشرة الحمراء بناءً على التهم الموجهة إليه من قبل السلطات الفرنسية التي تتهمه بضلوعه في عمليات احتيال واسعة النطاق، وهذه العمليات تتضمن غالبًا مجموعة من الأنشطة غير القانونية التي تستهدف الأفراد أو المؤسسات، بهدف تحقيق مكاسب مالية ضخمة بطريقة غير مشروعة.
أما عن تركيا فهي كانت عضو فاعل في منظمة الإنتربول، وتساهم بشكل مستمر في مكافحة الجرائم الدولية، من خلال التعاون مع الدول الأخرى في تنفيذ مذكرات التوقيف الدولية وتسليم المطلوبين، حيث تأتي هذه العملية الأخيرة في بودروم كجزء من التزام تركيا بمكافحة الجريمة المنظمة على مستوى دولي، خصوصًا في ظل تزايد التهديدات الأمنية العابرة للحدود والتي تتطلب تنسيقاً دقيقاً بين الدول.
وفي السنوات الأخيرة شهدت تركيا زيادة في عدد العمليات التي تستهدف المجرمين الدوليين الذين يستخدمون البلاد كملاذ مؤقت للهروب من العدالة في دولهم، ومع تزايد التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة، وأصبح من الصعب على المجرمين الهروب من ملاحقة القانون الدولي، وعملية تسليم المطلوبين هي عملية دقيقة تتطلب تنسيقاً عالياً بين السلطات القضائية في كل من الدولة التي تم القبض فيها على الشخص والدولة.
التي تطالب بتسليمه وفي حالة هذا المتهم وستتم الإجراءات وفقاً للاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية التي تنظم عملية التسليم بين تركيا وفرنسا، وعادة ما تشمل هذه الإجراءات تقديم طلب رسمي من الدولة الطالبة، في هذه الحالة فرنسا، لتسليم الشخص المطلوب، ويتبع ذلك فحص دقيق للمستندات المقدمة للتأكد من مطابقة التهم للقوانين الدولية والمحلية.
وبعد الموافقة على التسليم، يتم ترتيب النقل بالتعاون مع الجهات الأمنية، حيث يتم تسليم المطلوب إلى الدولة الطالبة لمواصلة الإجراءات القانونية ضده هناك.