شهدت الأيام الأخيرة تزايداً في التوتر بين حركة حماس ومصر بعد تصريحات لعضو المكتب السياسي في حماس، موسى أبو مرزوق، حول دور القاهرة في الوساطة لإنهاء النزاع في غزة. هذه التصريحات أثارت ردود فعل قوية من قبل العديد من المصريين، بما في ذلك برلمانيين وإعلاميين، الذين اعتبروا أن هذه التصريحات تشكل مزايدة على مواقف مصر.
تراشق تصريحات حماس ومصر يفاقم صعوبات مفاوضات الهدنة
في مقابلة تليفزيونية، انتقد موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي في حماس، الذي كان قد عاش في القاهرة لسنوات، الدور المصري في النزاع القائم في غزة وقد صرح موسى أبو مرزوق بأن مصر لا يمكن أن تعتبر نفسها محايدة في النزاع، مشيراً إلى أن القاهرة قد تكون قادرة على وقف القتال في غضون يوم واحد هذه التصريحات جاءت في وقت حساس، قبيل مفاوضات مرتقبة تهدف إلى التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس.
ردود فعل المصريين على التصريحات
التصريحات التي أدلى بها أبو مرزوق قوبلت بانتقادات شديدة من قبل المصريين عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري، عبر عن استنكاره لهذه التصريحات على حسابه في منصة "إكس"، مشدداً على أن مصر لم تتخلَّ عن القضية الفلسطينية، وأن الشعب المصري وقيادته لم يقصروا في دعم الفلسطينيين كما انتقد الإعلامي أحمد الطاهري، رئيس تحرير مجلة "روز اليوسف"، ما اعتبره مزايدة من أبو مرزوق، مشيراً إلى أن مصر بذلت جهوداً كبيرة في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، فقط لتأتي التصريحات التي تعكس عدم تقدير لدورها.
دور مصر في جهود الوساطة
رغم الانتقادات، لم يرد موسى أبو مرزوق أو حركة حماس على هذه الانتقادات بشكل رسمي وفي الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقاء مع نظيره الرواندي، أن هناك جهوداً مصرية مكثفة لإنهاء الأزمة في غزة. عبد العاطي أشار إلى أن الهدف هو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية، مع الحرص على عدم اندلاع حرب إقليمية أوسع.
تأثير التصريحات على المفاوضات المقبلة
الجدل حول تصريحات أبو مرزوق قد يؤثر على عملية المفاوضات المرتقبة فقد عبر السفير محمد العرابي، رئيس "المجلس المصري للشؤون الخارجية"، عن اعتقاده أن هذه التصريحات لن تؤثر بشكل كبير على علاقة حماس بمصر، لكنه أشار إلى أن المفاوضات القادمة قد تتأثر أكد السفير محمد العرابي أن مصر تسعى دائماً لدعم القضية الفلسطينية بشكل عام، وليس لفصيل معين، وأن الجهود التي تبذلها القاهرة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
في الوقت نفسه، يرى الأكاديمي جهاد الحرازين، القيادي بحركة "فتح"، أن التصريحات لا ينبغي أن تؤثر على العلاقة بين الفلسطينيين ومصر، مشيراً إلى أن القاهرة كانت دائماً داعماً رئيسياً لحقوق الفلسطينيين بينما يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، المقرّب من حماس، أن تصريحات أبو مرزوق قد سُبِقَت بسوء تفسير، وأن الحركة تقدر الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، يبقى أن نرى كيف ستتطور الأوضاع في ظل التصريحات المتبادلة، ومدى تأثيرها على الجهود الدولية والمحلية المبذولة لوقف النزاع وضمان تحقيق السلام في المنطقة.