أصدرت السلطات اليونانية تحذيرات بشأن ارتفاع خطر اندلاع حرائق الغابات، وخاصة في المناطق الوسطى والغربية من البلاد. وقد تم تصنيف هذه المناطق على أنها تقع ضمن "فئة الخطر 4" وهو ما يعني تهديدًا خطيرًا للحرائق.
سلطت وكالة الأنباء اليونانية الضوء على تصريحات أدلى بها فاسيليس كيكيلياس، وزير إدارة أزمة المناخ والحماية المدنية، الذي أكد على أهمية اليقظة الشديدة خلال هذه الفترة، وأكد أن الجمع بين أنماط الطقس الحالية وارتفاع درجات الحرارة يتطلب اتخاذ احتياطات دقيقة لمنع الحرائق المدمرة المحتملة.
في هذا الصيف، شهدت اليونان زيادة في الظواهر الجوية المتطرفة، وخاصة موجات الحر، والتي ساهمت في زيادة حرائق الغابات. وتتفاقم هذه الظروف بسبب آثار تغير المناخ، مما جعل الظواهر الجوية الشديدة، بما في ذلك موجات الحر أكثر شدة وتكرارًا.
تخلق درجات الحرارة المرتفعة والظروف الجافة في البلاد بيئة مثالية لاشتعال حرائق الغابات وانتشارها بسرعة، مما يتسبب في أضرار واسعة النطاق للغابات والحياة البرية والمجتمعات.
وفي حين تواجه اليونان هذه التحديات، تتخذ الحكومة خطوات للتخفيف من خطر اندلاع المزيد من الحرائق. وحثت السلطات المواطنين على اتباع تدابير السلامة الصارمة وتجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى إشعال الحرائق، والبقاء يقظين خلال موسم الحرائق. وبالإضافة إلى التحذيرات، يتم حشد موارد مكافحة الحرائق للاستجابة بسرعة لأي تفشي للحرائق. كما أن خدمات الطوارئ ووحدات مكافحة الحرائق في حالة تأهب قصوى لمواجهة تهديد الحرائق، مع نشر المروحيات والطائرات والوحدات الأرضية لمراقبة وقمع الحرائق المحتملة قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة.
إن صراع اليونان مع حرائق الغابات هذا الصيف يعكس اتجاهًا أوسع نطاقًا شوهد في جميع أنحاء جنوب أوروبا ، حيث أصبحت البلدان أكثر عرضة للطقس المتطرف. كما واجهت دول أخرى في البحر الأبيض المتوسط، مثل إيطاليا وإسبانيا وتركيا، تحديات مماثلة، حيث تساهم درجات الحرارة العالمية المرتفعة في زيادة موجات الحر والجفاف. وفي كثير من الحالات تؤدي هذه الأحداث الجوية إلى حرائق غابات كارثية تهدد ليس فقط النظم البيئية الطبيعية ولكن أيضًا الأرواح والممتلكات البشرية.
إن تأثير تغير المناخ واضح بشكل متزايد في اليونان، حيث حذر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية سيستمر في المساهمة في زيادة خطر الحرائق في المستقبل. إن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى جفاف الغطاء النباتي، مما يجعله أكثر عرضة للاشتعال، في حين تعمل فترات الجفاف المطولة على الحد من توافر الموارد المائية اللازمة لمكافحة الحرائق بشكل فعال. وعلى هذا النحو، أصبح من الأهمية بمكان بالنسبة لدول مثل اليونان أن تتكيف مع تغير المناخ من خلال تنفيذ استراتيجيات أقوى للوقاية من الحرائق والتخفيف من آثارها.
ولمعالجة هذه القضية المتنامية، تعمل السلطات اليونانية على تعزيز قدراتها على إدارة أزمة المناخ، ويشمل ذلك تعزيز الاستعداد للطوارئ، وتحسين حملات التوعية العامة، والاستثمار في التكنولوجيا والمعدات للكشف المبكر عن الحرائق والاستجابة السريعة. كما سعت اليونان إلى التعاون مع دول أوروبية أخرى، والمشاركة في جهود مكافحة الحرائق المشتركة وتقاسم الموارد خلال فترات ارتفاع خطر الحرائق.
تواجه اليونان حاليًا خطرًا حرجًا للحرائق في المناطق الوسطى والغربية بسبب ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجافة، حيث تدعو السلطات إلى توخي الحذر الشديد. ويؤكد ارتفاع وتيرة وشدة حرائق الغابات هذا الصيف، بسبب تغير المناخ، على الحاجة الملحة إلى تدابير شاملة للوقاية من الحرائق. مع استمرار تهديد حرائق الغابات في جميع أنحاء جنوب أوروبا، من الضروري أن تتكيف البلدان مع هذه التحديات الجديدة من خلال تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ، وزيادة الاستعداد، وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة حرائق الغابات.