دخلت اللوائح الأوروبية الجديدة المتعلقة بالأمتعة اليدوية حيز التنفيذ في مطارات الاتحاد الأوروبي اليوم، مما عكس التطورات الأخيرة في إجراءات الأمن. يأتي هذا التغيير في أعقاب المخاوف التي أثارتها المفوضية الأوروبية بشأن موثوقية أجهزة المسح الضوئي "سي 3" من الجيل التالي المستخدمة حاليًا في بعض المطارات.
كانت هذه الماسحات الضوئية تسمح للركاب في السابق بالاحتفاظ بالسوائل والأجهزة الإلكترونية في حقائبهم أثناء عمليات التفتيش الأمنية وألغت الحاجة إلى القيد القديم المتمثل في 100 مل على السوائل والرذاذ والمواد الهلامية. ونظرًا للشكوك حول قدرة الماسحات الضوئية على تقييم محتويات الحاويات التي يزيد حجمها عن 330 مل بدقة، أوصت المفوضية الأوروبية بالعودة المؤقتة إلى تدابير الأمن التقليدية.
تأثر قرار المفوضية الأوروبية بتقرير فني قدم إلى مؤتمر الطيران المدني الأوروبي في مايو. ألقى هذا التقرير بظلال من الشك على فعالية ماسحات C3، وخاصة في اكتشاف وتقييم حاويات السوائل الأكبر حجمًا، مما أثار مخاوف بشأن سلامة الركاب بشكل عام.
ونتيجة لذلك، أصبحت المطارات التي طبقت الماسحات الضوئية الجديدة ملزمة الآن بالعودة إلى استخدام أجهزة الأشعة السينية القديمة. ومن المتوقع أن يتسبب هذا التحول المفاجئ في حدوث بعض الاضطرابات، بما في ذلك التأخيرات المحتملة للمسافرين مع تكيف المطارات مع إعادة تطبيق بروتوكولات الأمن السابقة.
وصفت المفوضية الأوروبية هذه الخطوة بأنها إجراء "مؤقت"، رغم أنها لم تقدم جدولاً زمنيًا محددًا لموعد إعادة تطبيق تقنية المسح الأحدث. وقد ترك هذا الافتقار إلى الوضوح كلًا من المطارات والركاب في حالة من عدم اليقين بشأن مدة التغيير. وانتقد مجلس المطارات الدولي في أوروبا ، الذي يمثل المطارات في جميع أنحاء القارة القرار ووصفه بأنه نكسة كبيرة. وأعرب أوليفييه يانكوفيتش، المدير العام للمجلس، عن قلقه من أن المطارات التي كانت من أوائل من تبنوا تقنية C3 تواجه الآن تحديات تشغيلية ومالية كبيرة بسبب التراجع.
خلال هذه الفترة المؤقتة، سيحتاج الركاب في المطارات المتأثرة إلى الالتزام بمتطلبات الأمن التقليدية والتي تشمل الحد من السوائل إلى حاويات لا تزيد عن 100 مل، وتخزينها في كيس شفاف قابل لإعادة الإغلاق. ويمثل هذا عودة إلى عمليات الأمن الأكثر تعقيدًا واستهلاكًا للوقت والتي كان العديد من المسافرين يأملون أن تكون شيئًا من الماضي. إن التراجع عن هذه الإجراءات محبط بشكل خاص بالنسبة للمطارات التي استثمرت في أجهزة المسح الضوئي C3 لتبسيط العمليات وتحسين تجربة الركاب.
يُنصح المسافرون بالتحقق مما إذا كان مطار المغادرة الخاص بهم متأثرًا بهذه اللوائح الجديدة والتخطيط لرحلاتهم وفقًا لذلك. وقد يتضمن هذا الوصول إلى المطار في وقت أبكر من المعتاد لاستيعاب التأخيرات المحتملة الناجمة عن تدابير الأمن المعاد تقديمها، حيث يجب على الركاب التأكد من امتثالهم لقيود السائل 100 مل لتجنب أي مشاكل أثناء الفحص الأمني.
يمثل العودة إلى بروتوكولات الأمن القديمة في مطارات الاتحاد الأوروبي اضطرابًا مؤقتًا ولكنه مهم لكل من المسافرين ومشغلي المطارات. ويؤكد قرار المفوضية الأوروبية على التحدي المستمر المتمثل في موازنة الابتكار التكنولوجي مع متطلبات السلامة الصارمة للسفر الجوي. وفي حين تم الترحيب في البداية بأجهزة المسح الضوئي C3 الجديدة باعتبارها اختراقًا في أمن المطارات، إلا أن المخاوف بشأن موثوقيتها استلزمت اتباع نهج حذر، مع إعطاء الأولوية لسلامة الركاب قبل كل شيء.
وفي الوقت الحالي، يتعين على المسافرين العودة إلى إجراءات أمنية أكثر اعتيادًا، وإن كانت أقل ملاءمة في الوقت الذي يعمل فيه الاتحاد الأوروبي على حل هذه المشكلات الفنية واستعادة الثقة في تكنولوجيا المسح الجديدة.