أعلنت بغداد مؤخرا عن خطة طموحة لإطلاق سلسلة من مشاريع الري واسعة النطاق بالتعاون مع أنقرة، بهدف تحويل مساحات واسعة من الأراضي العراقية إلى مناطق زراعية منتجة.
ومن المقرر أن تطرح المبادرة التي تقودها الحكومة العراقية، 13 مشروعا مائيا كبيرا بالشراكة مع تركيا ، مما يمثل جهدا كبيرا لتعزيز الإنتاجية الزراعية وتجديد مساحات شاسعة من الأراضي القاحلة في جميع أنحاء البلاد.
كشفت وزارة الموارد المائية العراقية أن هذه الخطة الشاملة تهدف إلى معالجة تحديات تدهور الأراضي وندرة المياه التي ابتليت بها المنطقة منذ فترة طويلة. ومن المتوقع أن تلعب المشاريع المقترحة دورا محوريا في إحياء مئات الآلاف من الدونمات من الأراضي من خلال تقنيات الري المتقدمة. وأوضح خالد شمال المتحدث باسم الوزارة أن المبادرة ستبدأ ببناء ثلاثة سدود رئيسية. ومن المقرر بناء هذه السدود في محافظات نينوى وكربلاء والمثنى، وستعمل كبنية أساسية رئيسية لالتقاط وتخزين مياه الأمطار والفيضانات.
ويهدف الموقع الاستراتيجي لهذه السدود إلى تعظيم فعاليتها في إدارة وتوزيع الموارد المائية عبر المناطق المستهدفة. ولن تساعد السدود في التخفيف من تأثير الفيضانات فحسب، بل ستوفر أيضًا مصدرًا موثوقًا للمياه لمشاريع الري المكثفة. وأكد شمال أن إنشاء هذه السدود سيضع الأساس لمجموعة من جهود الري المصممة لإحياء الأراضي التي أصبحت غير منتجة بسبب التصحر وندرة المياه.
وتشمل إحدى المناطق الرئيسية المستهدفة بهذه المشاريع الريية الأراضي الواقعة بين بغداد وبابل، والتي تغطي حوالي 150 ألف دونم. ومن المتوقع أن تستفيد هذه المنطقة، الواقعة في الجزء الأوسط من العراق ، بشكل كبير من تحسين إدارة المياه والبنية الأساسية للري. ويتمثل التركيز الرئيسي الآخر في الجزء الجنوبي من محافظة المثنى، حيث سيتم إحياء 50 ألف دونم من الأراضي. بالإضافة إلى ذلك، ستشهد المنطقة الشمالية من العراق وتحديدًا منطقة الحويجة في محافظة كركوك، ري أكثر من 20 ألف دونم. وستحظى محافظة ميسان الجنوبية باهتمام كبير حيث تم تخصيص 400 ألف دونم للري، كما ستستفيد محافظة ذي قار الجنوبية من المبادرة حيث تم تخصيص 475 ألف دونم للتطوير.
إن التعاون مع تركيا يشكل جانباً بالغ الأهمية من هذه الخطة، حيث أنه يستفيد من خبرة البلاد في إدارة المياه ومشاريع البنية الأساسية واسعة النطاق. ومن المتوقع أن تعمل مشاركة تركيا على جلب الحلول التكنولوجية المتقدمة والخبرة إلى الطاولة، مما يسهل التنفيذ الناجح لهذه المشاريع الطموحة للري. وتعكس الشراكة نهجاً استراتيجياً لمعالجة تحديات إدارة المياه وتعزيز القدرات الزراعية في العراق.
وقد وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ببدء هذه المشاريع في أقرب وقت ممكن، مؤكداً التزام الحكومة بمعالجة قضايا تدهور الأراضي وندرة المياه بسرعة. ومن المتوقع أن يؤدي البدء السريع في هذه المشاريع إلى توليد فوائد كبيرة، بما في ذلك زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين إنتاجية الأراضي وتعزيز الأمن الغذائي للبلاد.
تمثل مبادرة بغداد لإقامة مشاريع ري واسعة النطاق بالتعاون مع تركيا خطوة مهمة نحو تحويل مساحات كبيرة من الأراضي العراقية إلى مناطق زراعية خصبة. ومن خلال الاستثمار في بناء السدود الكبرى وتطبيق تقنيات الري المتقدمة، تهدف الحكومة العراقية إلى معالجة تحديات التصحر وندرة المياه. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التعاون إلى إحداث تغييرات تحويلية في استخدام الأراضي، مما يساهم في التنمية الشاملة للقطاع الزراعي في العراق وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في البلاد.