في سياق الصراع المستمر منذ فبراير 2022 بين روسيا وأوكرانيا، أصدر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتي مرسومًا جديدًا اليوم الاثنين الموافق 16 من شهر سبتمبر الجاري، بزيادة تعداد الجيش الروسي ليصل إلى نحو 2.4 مليون شخص من بينهم 1.5 مليون جندي.
حيث يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات الميدانية، كما تواصل القوات الأوكرانية توغلها في منطقة كورسك الروسية، مع الاستعداد لمزيد من التصعيد على الجبهات، وسط دعم غربي متزايد لكييف، وتوسيع الجيش الروسي جاء ليعزز القدرات العسكرية الروسية بـ 180 ألف جندي إضافي، وهو ما يُعد خطوة مهمة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجهها روسيا .
كذلك يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يأمر فيها "بوتين" بزيادة تعداد الجيش منذ بداية الحرب، فقد سبق له أن أصدر مرسومًا في خريف 2022 بزيادة عدد الجنود من مليون إلى 1.2 مليون، ثم أضاف لاحقًا 120 ألف جندي في نهاية 2023 ليصل عدد الجنود النظاميين إلى 1.32 مليون والآن، مع التوسعة الجديدة يهدف بوتين إلى تعزيز قدرات روسيا العسكرية استعدادًا لأي تطورات مستقبلية.
بينما يتزامن هذا التوسع مع تصاعد الحديث عن استعداد الغرب لتقديم دعم أكبر لأوكرانيا، بما في ذلك الضوء الأخضر لاستهداف مواقع حيوية داخل الأراضي الروسية، وهذا الدعم الغربي يثير قلق موسكو ويزيد من احتمالات تصاعد القتال، مما يجعل تعزيز الجيش خطوة استراتيجية تحسبًا لأي تصعيد قد يحدث.
تزامنًا مع هذا التوسع العسكري تصاعدت حدة التصريحات الروسية تجاه أوكرانيا ، حيث وصف الكرملين موقف كييف بأنه استفزازي، كما أثارت دعوة أوكرانيا لمسؤولين من الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي لزيارة مناطقها في كورسك قلقًا لدى موسكو، فقد اعتبر المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف"، أن هذه الدعوة تمثل استفزازًا محضًا.
مشيرًا إلى أن مثل هذه الزيارات قد تشكل إحراجًا كبيرًا لموسكو في حال تمت دون تنسيق مسبق معها، كما أن الكرملين يرى أن دخول مسؤولين دوليين إلى هذه المناطق من الجانب الأوكراني يمثل خطوة غير مقبولة، خاصة أن ذلك قد يفسر علىأنه اعتراف ضمني بسيطرة أوكرانيا على تلك المناطق، ويزيد هذا التوتر من تعقيد الأوضاع على الأرض.
حيث تسعى موسكو للحفاظ على نفوذها في المناطق المتنازع عليها، وفي سياق آخر جددت روسيا اتهاماتها للولايات المتحدة بالتدخل المباشر في الصراع الأوكراني، حيث أكد بيسكوف أن العسكريين الأميركيين يشاركون بالفعل في الحرب الدائرة، مشيرًا إلى أن موسكو قد أكدت مرارًا أن واشنطن تلعب دورًا مباشرًا في دعم كييف علىأرض المعركة.
وعلي الرغم من أن الولايات المتحدة لم تعلن صراحة عن هذا التدخل، إلا أن موسكو تعتبر أن الدعم الغربي المقدم لكييف، سواءعبر المعدات العسكرية أو الاستشارات، يمثل مشاركة فعلية في الصراع.