حذر مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات من خطر الإعلانات الخبيثة التي تنتشر عبر الإنترنت، خاصة على المواقع الإلكترونية الموثوقة، ودعا المستخدمين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من هذه التهديدات المتزايدة.
أشار المجلس إلى أن الكثير من المواقع الإلكترونية تعتمد على شركات متخصصة في تكنولوجيا الإعلانات الرقمية لعرض المحتويات الإعلانية، إلا أن هذا النظام قد يسمح أحياناً بظهور إعلانات غير آمنة، مما يزيد من احتمال تعرض المستخدمين لخطر البرمجيات الخبيثة وسرقة البيانات.
تتمثل الإعلانات الخبيثة في عدة أشكال تهديدية، مثل البرمجيات الضارة التي يمكن تثبيتها على أجهزة المستخدمين من خلال نوافذ غير معروفة. هذه البرامج الضارة غالباً ما تستهدف سرقة البيانات الحساسة أو حتى السيطرة على الجهاز بالكامل. إلى جانب هذا الخطر، هناك تهديدات أخرى مثل الاحتيال الإلكتروني، حيث يتم استغلال الإعلانات المزيفة لخداع المستخدمين، خاصة عبر التظاهر بتقديم خدمات دعم فني، مما يؤدي إلى سرقة معلوماتهم المالية أو الشخصية.
ولتجنب هذه المخاطر، قدم المجلس ثلاث نصائح أساسية لحماية الأفراد من الإعلانات الخبيثة. الأولى تتمثل في تفعيل خاصية حظر النوافذ المنبثقة التي قد تحتوي على برامج ضارة، مما يقلل من احتمالية التعرض لهذه التهديدات. النصيحة الثانية هي تجنب الإعلانات المشبوهة أو غير المألوفة، حيث يُنصح المستخدمون بعدم النقر على أي إعلان يبدو مشكوكاً في مصدره أو لا يرتبط بمحتوى الموقع الموثوق. أما النصيحة الثالثة فتتمثل في تحديث البرامج بانتظام، سواء كانت تلك المستخدمة لتصفح الإنترنت أو الخاصة بالأمان السيبراني، لسد الثغرات التي قد يتمكن المخترقون من استغلالها.
إضافة إلى ذلك، أكد المجلس على أهمية استخدام برامج حجب الإعلانات كوسيلة إضافية لمنع ظهور الإعلانات الضارة. وأوصى بإجراء فحوص دورية للبرامج الضارة للتأكد من عدم وجود أي تهديدات إلكترونية على الأجهزة الشخصية.
وفي نفس السياق، أشار مجلس الأمن السيبراني إلى خطورة عمليات اختراق الهواتف الذكية، مشدداً على أن الهواتف تحتوي على بيانات حساسة مثل الهوية الرقمية والمعلومات المالية، ما يجعلها هدفاً محتملاً للمخترقين. وأوضح المجلس أن الهواتف أصبحت بمثابة "الخزنة الشخصية" للمستخدمين، لذلك لا يجب تركها دون حماية مناسبة. وللحفاظ على أمان البيانات الشخصية، نصح المجلس بضرورة تحديث المتصفحات بشكل دوري، واستخدام بروتوكول HTTPS عند تصفح الإنترنت، والابتعاد عن الاتصال بشبكات "واي فاي" العامة وغير الآمنة.
كما حذر المجلس من محاولات التصيد الاحتيالي التي يمكن أن تتسبب في اختراق الأجهزة وسرقة البيانات. ونبه إلى أهمية حذف ذاكرة التخزين المؤقتة بشكل منتظم لحماية الخصوصية.
وأشار مجلس الأمن السيبراني أيضاً إلى أهمية التأكد من استخدام متصفحات آمنة وعدم النقر على الروابط المشبوهة أثناء تصفح الإنترنت، وذلك للحفاظ على البيانات الشخصية ومنع تعريض الأجهزة للخطر. ونصح المجلس المستخدمين بتحديث متصفحاتهم بشكل مستمر، مشيراً إلى أن شركة "غوغل" أصدرت مؤخراً تحديثات أمنية لمتصفح كروم لمعالجة ثغرات أمنية جديدة.
والجدير بالذكر، انعقدت في أبوظبي فعالية حول الذكاء الاصطناعي السيادي والمعرفي الآمن، برعاية مجلس الأمن السيبراني. شارك في الفعالية قادة وخبراء من مختلف القطاعات لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي وأثره على الأمن الرقمي والحوكمة. وأكد رئيس مجلس الأمن السيبراني، الدكتور محمد الكويتي، خلال هذه الفعالية، على أهمية الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحسين الحياة اليومية للأفراد والشركات على حد سواء، مشيراً إلى الحاجة إلى تعزيز حلول الأمن السيبراني لتأمين استخدام هذه التقنيات الحديثة.
أكد مجلس الأمن السيبراني أن التهديدات الإلكترونية تتزايد مع تطور التكنولوجيا، وأن الحذر واتباع الإرشادات الوقائية يمكن أن يساعد في حماية الأفراد والشركات من الوقوع ضحية للجرائم السيبرانية.