يتواجه كلًا من دونالد ترامب وكامالا هاريس للمرة الأولى أمام ملايين الأميركيين يوم الثلاثاء الموافق (10 سبتمبر 2024) في مناظرة تلفزيونية قد تكون هي المناظرة الوحيدة قبل الانتخابات الرئاسية.
قبل أقل من شهرين علي يوم التصويت، يتواجه كلا من المتنافسان على قناة «إيه بي سي» في حدث ينتظره الشعب الامريكي بشدة بعد الأداء المخيب للرئيس جو بايدن في مناظرته مع دونالد ترامب في (27 يونيو2024) ، والذي كان من اهم أسباب دفعه إلى الانسحاب من السباق الرئاسي وترشيح نائبته ، وعلي الرغم من اختلاف تحضيرات كامالا هاريس، ودونالد ترامب، لهذه المناظرة المرتقبة في فيلادلفيا، إلا أن كلا منهم يتفق على أنها سوف تكون «حاسمة» لتشكيل صورتهم السياسية عند ملايين الناخبين المترددين قبل بدء انطلاق الانتخابات الرئاسية في يوم 5 نوفمبر المقبل 2024 ، وذلك حسب ما نقلت «نيويورك تايمز» عن نحو 20 شخص مقرب من المرشحين.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن هاريس «تعتكف» منذ خمس أيام في أحد فنادق مدينة بيتسبرج في ولاية بنسلفانيا، حيث تُجري العديد من التدريبات المكثفة على المناظرة استعداداً لمواجهة غدًا الثلاثاء، وجهّز فريق المرشحة الديمقراطية مسرح وإضاءة حتي تُحاكي أجواء البث التلفزيوني، فيما ارتدى أحد المستشارين لديها بدلة واسعة وربطة عنق طويلة، وتقمص شخصية ترامب.
في المقابل، قد اعتمدت تحضيرات دونالد ترامب على أسلوب أكثر ارتجالية، حيث وصف فريقه هذه الجلسات التحضيرية بأنها تعتبر وقت السياسة بدل من مجرد التحضير لمناظرة ، ولم يؤدِ أحد دور هاريس، وفي بعض الأحيان، يجلس مساعدين ترامب على طاولة طويلة في مقابلة له، ويتبادلون الأسئلة، وأحياناً يجلس بالقرب منهم.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن من أولويات هاريس في إثارة عدوانية ترامب ، بالإضافة إلى تقديم نفسها بشكل هادئ حتي تعكس بذلك صورة رئاسية.
من جانبها، اكدت هيلاري كلينتون، وهي آخر امرأة قد واجهت دونالد ترامب في مناظرة، خلال مقابلة يوم الخميس الماضي: «يجب ألا تُستفز، بل عليها استفزازه».
وفي هذه النقطة بالتحديد، يعي مستشارو المرشح الرئاسي دونالد ترامب، تماماً خطورة ظهوره بصورة عدوانية بشكل مفرط ، كما حدث في مناظرته الأولى والتي كانت كارثية مع الرئيس جو بايدن في انتخابات عام 2020.
كما شدد المستشارون على اهمية تبني ترامب شخصية «ترامب السعيد» اثناء المناظرة، بدل من «ترامب العدواني»،والتركيز على تقديم حجج سياسية ضد منافسته هاريس، حسب أحد الحلفاء المقربين.
وقالت «نيويورك تايمز»، ايضا بإن فريق ترامب يسعى إلى هدف واضح داخل هذه المناظرة، وهو دفع كامالا هاريس لتحمل مسؤولية شراكتها مع الرئيس جو بايدن، وتحمل مسؤولية الفترات التي شعر فيها العديد من الناخبين بعدم الرضا خلال رئاسته.
وفي المقابل، فقد أوضحت هاريس كيف تخطط لمهاجمة ترامب ، وعلى عكس بايدن، ولا تركز بصورة كاملة على تصوير الرئيس السابق كتهديد جوهري للديمقراطية الأميركية، ولكن سوف تحاول تقليص أهميته عن طريق تصويره كشخصية قديمة ومستهلكة تكرر نفس الأساليب المملّة.
وتسعى لتصوير مرشح الحزب الجمهوري كشخص غني يهتم فقط بمساعدة الأثرياء الآخرين، وهي تعتبر استراتيجية هجوم شعبوية تتلقى صدى إيجابي لدى جميع الناخبين في مجموعات التركيز ، وتُدرك المرشحة الرئاسية هاريس ومستشاروها بأن المناظرة تُشكل فرص حاسمة لتشكيل صورتها السياسية، وتحديد هويتها قبل أن يتمكن ترامب من فعل ذلك.
ورأت ايضا «نيويورك تايمز» أن هاريس تواجه تحدي يتمثل في أن ترامب الذي ناظر بايدن في يونيو الماضي، خاض عدد مهول من المناظرات في الفترة الاخير ، مع الاعتبار أن نائبة الرئيس يجب أن تتغلب على نقص الخبرة، مع ذلك توقع كيف سوف يكون الأمر عندما يقف على بُعد أقدام من شخص لم تقابله من قبل، ولكنه هاجم سياساتها وماضيها وحتى هويتها العرقية، وأشارت الصحيفة إلى أن استعداد هاريس لمواجهة الهجمات التي تتعلق بعرقها وعلاقاتها السياسية والشخصية. ويقول تشارلز باومان الخبير السياسي الأميركي في تصريحات إن الظهور الإعلامي المتكرر لدونالد ترامب لترامب ، من فوائده من العديد من الجوانب والتي من أهمها أن يكون خصم دائم الحضور في وسائل الإعلام، ويعني ذلك أن وجهه يظهر على التلفاز وعلى الهواتف يومياً وهذا يمنحه فرصة لتعزيز تواجده. ويقول تشارلز باومان الخبير السياسي الأميركي إن للظهور الإعلامي المتكرر لترامب عدة جوانب حيث من المفيد بشكل عام أن يكون دائماً حاضراً في وسائل الإعلام، حيث يعني ذلك أن وجهه يظهر على التلفاز وعلى الهواتف يومياً وهذا يمنحه فرصة مستمرة لتعزيز تواجده.
ولكن الأهم -من وجهة نظر باومان رسالة ترامب الإعلامية، فإذا التزم بالرسالة التي طوّرها فريقه بناء على استطلاعات الرأي، حينها تكون هذه الاستراتيجية مفيدة بشكل استثنائي، خاصة خلال المناظرة المرتقبة غداً.