رحبت تركيا بدعوتها للمشاركة في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي (جيمنيتش) الذي سيعقد في بروكسل يوم 29 أغسطس الحالي، حيث دعت إلى التركيز على تقدم مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد من جهة أخرى، أشارت تركيا إلى أنها تتابع باهتمام التحركات العسكرية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا في قبرص، لكنها لا ترى حالياً أي تهديد
المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونغو كيتشالي، أكد أن أنقرة تلقت الدعوة للمشاركة في الاجتماع الأوروبي وتعتبرها خطوة إيجابية نحو تعزيز الحوار كان قادة دول الاتحاد الأوروبي قد ربطوا في قمتهم ببروكسل في أبريل الماضي تقدم مفاوضات انضمام تركيا بحل القضية قبرص وهو ما اعتبرته أنقرة مثالاً على نقص الرؤية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بتركيا والتطورات العالمية.
وأضاف كيتشالي في تصريحاته الأخيرة أن هذه الدعوة تشير إلى إدراك الاتحاد الأوروبي بأهمية تطوير العلاقات مع تركيا لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، مؤكداً أن هذه الخطوة الإيجابية يجب أن تتجاوز اجتماعات "جيمنيتش" وأوضح أن التعاون والحوار يجب أن يتأسس على أساس مستمر ومنهجي، وأن يتم تعزيز العلاقات بطرق مستدامة وقابلة للتنبؤ، مع اتخاذ خطوات ملموسة في قضايا رئيسية مثل تفعيل الحوارات المنتظمة رفيعة المستوى في المجالات التي تتطلب التعاون الوثيق مثل السياسة والاقتصاد والنقل والطاقة.
وأشار المتحدث التركي إلى ضرورة البدء فوراً بمفاوضات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقعة بين الجانبين في عام 1995، وتنشيط عملية انضمام تركيا، وتحرير تأشيرات "شنغن" للمواطنين الأتراك، وإحياء آليات الحوار المنظمة.
اجتماعات "جيمنيتش" تهدف إلى توفير بيئة غير رسمية لوزراء خارجية دول الاتحاد لتبادل وجهات النظر بحرية حول القضايا الدولية، وتطوير استراتيجيات مشتركة من خلال تنسيق السياسات الخارجية وأمنها.
في السياق ذاته، صدمت المفوضية الأوروبية بتقريرها السنوي حول تقدم مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي للعام 2023، الذي صدر في أكتوبر الماضي التقرير أكد أن مساعي تركيا للانضمام وصلت إلى طريق مسدود بسبب إخفاقات كبيرة في مجالات الديمقراطية وسيادة القانون وعدم تنفيذ الإصلاحات الضرورية، رغم التأكيد المستمر على هدف الحصول على العضوية الكاملة خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي، تجنب المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع بالاتحاد، أوليفر فارهيلي، تقديم أي إشارة إلى تقدم محتمل في المفاوضات المجمدة، مكتفياً بالحديث عن التقدم الكبير في العلاقات التجارية والجدول الإيجابي المقرر في الاجتماعات القادمة لتعزيز العلاقات.
مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، التي بدأت رسمياً في عام 2005 وتعد الأطول في تاريخ التكتل، تواجه الآن طريقاً مسدوداً مع دعوات للبحث عن نوع آخر من العلاقات والحوار حول القضايا المشتركة، وهو ما يثير استياء أنقرة.