واجهت شركة تسلا انخفاضًا كبيرًا في قيمة أسهمها يوم الثلاثاء، حيث انخفضت الأسهم بنحو 2٪. ويمثل هذا الانخفاض الخسارة الثانية للشركة في شهرين حيث أدى إلى انخفاض قيمتها السوقية بمقدار 35 مليار دولار خلال يومين فقط. كان انخفاض السهم ناتجًا في المقام الأول عن التطورات الجيوسياسية والتجارية، والتي أثرت بشكل متزايد على سوق السيارات الكهربائية العالمية.
كان السبب المباشر لانخفاض أسهم تسلا الأخير هو إعلان من كندا ، التي أعلنت عن تعريفة جمركية بنسبة 100٪ على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين ، هذا القرار هو جزء من التوترات التجارية الأوسع ويعكس محاولة كندا لحماية صناعتها المحلية من تدفق السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.
تنطبق التعريفة الجمركية على جميع السيارات الكهربائية التي يتم شحنها من الصين، بما في ذلك تلك التي تنتجها تسلا. وبالنسبة لشركة تسلا، فإن هذه الخطوة مهمة بشكل خاص لأن الشركة تصنع عددًا كبيرًا من المركبات في الصين، وخاصة في مصنعها العملاق في شنغهاي، والذي يعمل كمركز تصدير رئيسي. إن فرض مثل هذه التعريفات الجمركية الباهظة من قبل كندا قد يعطل مبيعات تيسلا وربحيتها في أسواق أمريكا الشمالية ، حيث يتم تصدير هذه المركبات.
الجدير بالذكر، اتخذ الاتحاد الأوروبي أيضًا خطوات لفرض تعريفات جمركية على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي عن تعريفات مؤقتة قد تصل إلى 38٪، كجزء من تحقيق في ما إذا كان مصنعو المركبات الكهربائية الصينيون يستفيدون من إعانات حكومية غير قانونية. اتهمت المفوضية الأوروبية بكين بتقديم دعم مالي غير عادل لصناعة المركبات الكهربائية المحلية، مما يمكن الشركات الصينية من بيع مركباتها بأسعار أقل في أوروبا ، مما قد يقوض الشركات المصنعة المحلية.
أشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه سيخفض التعريفة الجمركية المخطط لها على مركبات تيسلا المستوردة من الصين. تم تحديد التعريفة في البداية عند 20.8٪، وسيتم الآن خفضها إلى 9٪. يشير هذا التخفيض إلى أنه في حين أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمعالجة ممارسات التجارة غير العادلة المتصورة من الصين، فإنه يدرك أيضًا التأثير الذي قد تخلفه مثل هذه التعريفات الجمركية على شركات مثل تيسلا، والتي تعد احد اللاعبين المهمين في السوق الأوروبية.
إن حضور شركة تسلا في أوروبا كبير، حيث تتمتع الشركة بالفعل بحصة سوقية قوية وتخطط لمزيد من التوسع، إن التعريفات الجمركية المنخفضة على المركبات المصنوعة في الصين يمكن أن تساعد شركة تسلا في الحفاظ على ميزتها التنافسية في السوق الأوروبية، حتى مع مواجهة الشركات المصنعة الصينية الأخرى لحواجز أكثر حدة.
توضح هذه التطورات المشهد المعقد بشكل متزايد الذي تعمل فيه شركة تسلا، ولا تتشكل سوق السيارات الكهربائية العالمية فقط من خلال الطلب الاستهلاكي والابتكار التكنولوجي، بل وأيضًا من خلال العوامل الجيوسياسية وسياسات التجارة الدولية. إن اعتماد شركة تسلا على قاعدتها التصنيعية الصينية للصادرات إلى أسواق مثل كندا وأوروبا يعرض الشركة للمخاطر المرتبطة بتغيير سياسات التجارة. مع سعي البلدان إلى حماية صناعاتها المحلية والاستجابة لاختلالات التجارة المتصورة، يجب على شركات مثل تسلا أن تتنقل في بيئة حيث يمكن للتعريفات واللوائح أن تؤثر بشكل كبير على عملياتها وربحيتها.