وصلت محطة براكة للطاقة النووية في الإمارات إلى معلم رئيسي بإطلاق وحدتها الرابعة والأخيرة. في 5 سبتمبر أعلن رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الوحدة الرابعة بدأت العمل، مما يمثل خطوة حاسمة إلى الأمام في جهود الدولة لتحقيق انبعاثات كربونية صافية صفرية.
تضيف الوحدة الرابعة 1400 ميغاواط من الكهرباء النظيفة إلى الشبكة الوطنية لدولة الإمارات ، مما يعزز قدرة الدولة على توليد الطاقة من خلال الطاقة المستدامة والخالية من الكربون. يعزز هذا التطور مكانة المحطة كأول منشأة نووية متعددة الوحدات في العالم العربي، وتأثيرها على الحد من الانبعاثات الكربونية كبير. ومن المتوقع أن تمنع محطة براكة أكثر من 22 مليون طن من انبعاثات الكربون كل عام، وهو ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرق سنويًا.
من حيث إنتاج الطاقة، تولد محطة براكة الآن 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء كل عام، وهو ما يعادل تقريبًا إجمالي استهلاك الكهرباء السنوي لدولة مثل نيوزيلندا . وتتمتع هذه الطاقة النظيفة بالقدرة على تشغيل ما يصل إلى 16 مليون مركبة كهربائية سنويًا، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الاستدامة في دولة الإمارات.
وأكد الرئيس الشيخ محمد بن زايد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تظل ملتزمة بإعطاء الأولوية لأمن الطاقة والاستدامة لصالح شعبها، سواء الآن أو في المستقبل. وسلط الضوء على أن هذا الإنجاز يمثل أكبر مبادرة لإزالة الكربون في دولة الإمارات والمنطقة على نطاق أوسع. تلعب الانبعاثات الكربونية التي تتجنبها محطة براكة دورًا حاسمًا في تلبية أهداف المناخ في الدولة، وتساهم بشكل خاص بنسبة 24٪ في التزامات دولة الإمارات لإزالة الكربون بحلول عام 2030.
كان أحد أبرز مميزات المشروع هو الكفاءة والسرعة التي تم بها توصيل كل وحدة جديدة بالشبكة، سمحت الخبرة المكتسبة أثناء بناء الوحدات السابقة بإكمال الوحدات اللاحقة بشكل أسرع. على سبيل المثال تم توصيل الوحدة 3 بالشبكة أسرع بأربعة أشهر من الوحدة 2، وخمسة أشهر أسرع من الوحدة 1. وهذا يوضح فوائد بناء وحدات متعددة في جدول زمني تدريجي، مما يؤدي إلى تطوير أسرع وأكثر كفاءة مع تقدم المشروع.
ولا تتوقف خطط الطاقة النووية في الإمارات عند محطة براكة. ففي نوفمبر 2023، أطلقت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية (ENEC)، المسؤولة عن تطوير الطاقة النووية في الدولة، مبادرة جديدة تسمى ENEC Advance. تم تصميم هذا البرنامج لاستكشاف التقنيات النووية المتقدمة، بما في ذلك المفاعلات النووية الصغيرة والمفاعلات الدقيقة. ويتم دراسة هذه الابتكارات لإمكاناتها لدعم أهداف الطاقة والاستدامة طويلة الأجل في الإمارات.
إن الإطلاق الناجح للوحدة الرابعة في محطة براكة لا يعزز مكانة الإمارات كقائد إقليمي في مجال الطاقة النووية فحسب، بل يؤكد أيضًا على التزامها بمكافحة تغير المناخ. ومع تقدم الدولة بمبادرات الطاقة النظيفة، فإنها تساهم في الجهود العالمية للحد من انبعاثات الكربون مع ضمان مستقبل مستدام لشعبها وكوكبها.