في تقرير حديث، يتزايد قلق الخبراء والمراقبين بشأن توسع تنظيم "القاعدة" في أفغانستان، حيث نجح التنظيم في إقامة تسعة معسكرات جديدة في عام 2024 وحده، مما يعكس مستوى جديدًا من التقبل من قبل حركة "طالبان" للجماعات الإرهابية في البلاد وفقًا لعلي ميسام ناظري، الدبلوماسي البارز في جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، التي تتخذ من وادي بانشير شمال كابل مقرًا لها، فإن "طالبان" قد سمحت لتنظيم "القاعدة" ببناء قواعد ومستودعات ذخيرة في قلب وادي بانشير، وهو أمر لم يكن ممكنًا حتى في التسعينيات
منذ سيطرة "طالبان" على أفغانستان في أغسطس 2021، قبل انسحاب القوات الأمريكية، شهدت البلاد نموًا ملحوظًا في نشاط الجماعات الإرهابية، بما في ذلك "القاعدة" و"داعش" في خراسان، وحركة "طالبان الباكستانية" حدود البلاد المفتوحة دون حراسة مكّنت المقاتلين الأجانب من الدول العربية وآسيا الوسطى وأوروبا من التدفق إلى أفغانستان، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
يشير ناظري إلى أن هناك 21 جماعة إرهابية معروفة تعمل حاليًا داخل أفغانستان، وأن الوضع أصبح أكثر خطورة بعد انتقال قوات "القاعدة" إلى وادي بانشير هذه الخطوة كانت صدمة للمقاومة الوطنية، التي لا تزال تسيطر على 60% من المنطقة بينما تسيطر "طالبان" على الباقي. زعيم "القاعدة"، سيف العدل، دعا المقاتلين الأجانب للهجرة إلى أفغانستان للاستعداد لشن هجمات على الغرب، مما يزيد من التوترات الدولية ويزيد من احتمالات تصاعد الصراع
على الرغم من أن "طالبان" تنكر علنًا وجود "القاعدة" في البلاد، إلا أن الأمم المتحدة تعتقد أن التنظيم لديه معسكرات تدريب في 10 من أصل 34 محافظة في أفغانستان دوغ ليفرمور، وهو مسؤول سابق في البحرية الأمريكية، أشار إلى أن هناك إشارات خطيرة حول نشاط "القاعدة" في البلاد، وأن الوضع الأمني يتدهور بسرعة.
الوضع الأمني في أفغانستان يعقد أكثر بسبب انتشار الأسلحة المتبقية من الصراعات السابقة، والتي أصبحت متاحة بشكل واسع في السوق السوداء. "طالبان" تواجه تحديات كبيرة في السيطرة على الأراضي الوعرة في الشرق، حيث تمكنت جماعة "داعش" من إقامة قاعدة عمليات قوية
العلاقة بين "طالبان" والجماعات الإرهابية أصبحت وثيقة، حيث تقوم "طالبان" بتوفير جوازات سفر للمقاتلين الإرهابيين الأجانب، مما يسهل دخولهم إلى البلاد. تقرير الأمم المتحدة الصادر في يوليو الماضي أشار إلى أن مقاتلي "داعش" في خراسان لديهم شبكات تمكنهم من نقل المقاتلين إلى أوروبا لتنفيذ هجمات.
على الرغم من خطورة الوضع، يشكك بعض الخبراء في مدى تأثير هذه التحذيرات في واشنطن مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا التابع لمركز ويلسون، أشار إلى أن الولايات المتحدة والعواصم الغربية الأخرى ليست مهتمة بالانخراط مجددًا في الصراع في أفغانستان
الولايات المتحدة، التي ما زالت تحاول الحفاظ على اتصالاتها مع "طالبان" لوقف الأنشطة الإرهابية، تتعامل بحذر مع الوضع في أفغانستان نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ديفيد كوهين، أشار إلى أن الوكالة تمكنت من إحباط تهديدات إرهابية مرتبطة بـ"داعش"، مما يعكس مستوى التهديد المستمر الذي يشكله الوضع في أفغانستان على الأمن العالمي