في خطوة تصعيدية جديدة في النزاع الدائر بين لبنان وإسرائيل، أعلن حزب الله اللبناني اليوم (السبت) عن قصف مستعمرة اييليت هشاحر الإسرائيلية بصواريخ كاتيوشا للمرة الأولى. هذه العملية جاءت في سياق الرد على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت القرى الجنوبية اللبنانية، ولا سيما بلدة الكفور، التي شهدت قصفاً أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم سوريون.
حزب الله يستهدف مستعمرة إسرائيلية بصواريخ كاتيوشا
أسفر القصف الجوي الإسرائيلي على منطقة وادي الكفور في جنوب لبنان عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة هذا الهجوم لم يكن الأول من نوعه، إذ يتعرض الجنوب اللبناني بشكل مستمر لغارات إسرائيلية تستهدف مواقع يُشتبه بأنها تابعة لـ حزب الله، لكن هذه المرة، كانت الردود مختلفة وأكثر حدة، مع استهداف مستعمرة اييليت هشاحر لأول مرة.
تفاصيل حول مستعمرة اييليت هشاحر
وفقاً لما نشره حزب الله في بيانه الصحافي، فإن مستعمرة اييليت هشاحر تقع شمال شرق مدينة صفد المحتلة في الجليل الأعلى، على بعد حوالي 10 كيلومترات من الحدود اللبنانية - الفلسطينية تُعتبر هذه المستعمرة واحدة من المواقع الحساسة والقريبة من المناطق اللبنانية، وهو ما يجعلها هدفاً محتملاً في ظل التوترات القائمة.
السياق الأوسع تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و حزب الله، وذلك في أعقاب إعلان إسرائيل الحرب على غزة وفي هذا السياق، أعلن حزب الله دعمه الكامل للمقاومة الفلسطينية في غزة، وتعهده بالرد على أي عدوان إسرائيلي يستهدف لبنان الهجمات المتبادلة بين الجانبين لم تتوقف، حيث قامت القوات الإسرائيلية باستهداف عدة مواقع في جنوب لبنان، بما في ذلك مواقع سكنية وأخرى يُعتقد أنها تحتوي على مخازن أسلحة تابعة لـ حزب الله من جانبها، لم تقف حزب الله مكتوفة الأيدي، إذ ردّت بعدة هجمات استهدفت مواقع عسكرية ومدنية داخل الأراضي المحتلة.
ردود الفعل والتحليلات بين حزب الله وإسرائيل
هذا التصعيد الجديد أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل الصراع في المنطقة، وحول ما إذا كان هذا الهجوم يمهد لمرحلة جديدة من المواجهات بين حزب الله وإسرائيل فمع استهداف مستعمرة اييليت هشاحر، يُظهر حزب الله قدرته على توسيع دائرة الصراع واستهداف مواقع لم تكن سابقاً في مرمى نيرانه بعض المحللين يرون أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي أكثر شدة، وربما استهدافات أوسع في لبنان، وهو ما قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة بينما يرى آخرون أن التصعيد قد يكون رسالة من حزب الله لإسرائيل مفادها أن أي تصعيد ضد لبنان سيقابله رد موازٍ.
إجراءات احترازية واحتياطات
في ظل هذا التصعيد، قامت السلطات اللبنانية باتخاذ إجراءات احترازية في المناطق الجنوبية، حيث دعت المدنيين إلى اتخاذ الحيطة والحذر وتجنب المناطق القريبة من الحدود التي قد تتعرض للقصف كما شهدت المستشفيات والمرافق الطبية في المنطقة تعزيزات للتعامل مع أي حالات طارئة قد تنجم عن هذا الصراع المستمر من جانبها، أعلنت إسرائيل عن استعدادها لمواجهة أي تصعيد محتمل، حيث قامت بتعزيز قواتها العسكرية في المناطق الحدودية وزيادة مستوى التأهب في صفوف جنودها التحذيرات الإسرائيلية لم تقتصر على الداخل فقط، بل وجهت تحذيرات شديدة اللهجة إلى الحكومة اللبنانية بضرورة كبح جماح حزب الله لمنع تدهور الأوضاع إلى حرب شاملة.
إلى أين يتجه الصراع
مع استمرار التوترات وغياب أي بوادر تهدئة، يبقى السؤال الرئيسي هو إلى أين يتجه هذا الصرا فمع كل هجوم وهجوم مضاد، يزداد القلق من أن يؤدي هذا التصعيد إلى حرب واسعة النطاق قد تمتد آثارها إلى خارج الحدود اللبنانية والإسرائيلية، لتشمل المنطقة بأسرها. ما يمكن تأكيده هو أن الوضع الحالي يتطلب حكمة وضبط نفس من جميع الأطراف المعنية، لتجنب كارثة إنسانية قد تكون عواقبها وخيمة على الجميع ولكن في ظل التعنت والتصعيد المستمر، يبقى الحل الدبلوماسي هو الأمل الوحيد لتفادي المزيد من الدماء والدمار. الأنظار الآن تتجه إلى المجتمع الدولي وما إذا كان بإمكانه التدخل لوقف هذا التصعيد قبل أن يفلت الوضع من السيطرة تماماً.