تمتد آثار التصعيد العسكري في لبنان إلى قطاع الطيران، حيث شهد مطار بيروت الدولي إرباكًا كبيرًا يوم الأحد، بعد أن ألغت شركات الطيران رحلاتها أو أعادت جدولتها بشكل مفاجئ، مما ترك العديد من المسافرين ينتظرون لساعات طويلة في قاعات المطار هذه الفوضى جاءت في أعقاب الهجمات المتبادلة بين "حزب الله" وإسرائيل، حيث شن الحزب المدعوم من إيران هجمات على مواقع إسرائيلية، فيما ردت إسرائيل بقصف عنيف.
في المطار الوحيد في لبنان ، الذي يقع بالقرب من ضاحية بيروت الجنوبية، حيث يعتبر معقل "حزب الله"، كانت الشاشات الإلكترونية تعرض مواعيد رحلات ألغيت أو تأخرت، بينما بدت قاعات الوصول شبه خالية. وفقًا لما وثقه مصور "وكالة الصحافة الفرنسية" في منتصف اليوم، كان الوضع في المطار يعكس حالة من القلق وعدم اليقين بين المسافرين.
إلهام شقير، إحدى المسافرات، كانت من بين الذين تأثروا بهذه التطورات بعد وصولها إلى المطار منذ الرابعة والنصف فجراً، كانت تستعد للانطلاق إلى الولايات المتحدة عبر عمان ، إلا أنها فوجئت بإلغاء رحلتها قبل وقت قصير من موعد إقلاع الطائرة في حديثها لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، عبرت شقير عن إحباطها من الموقف، مشيرة إلى أنها اضطرت لشراء تذكرة جديدة عبر شركة "طيران الشرق الأوسط" اللبنانية، على أمل أن تتمكن من متابعة رحلتها في وقت لاحق من اليوم.
التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل بدأ بعد أن أعلن الحزب عن هجوم كبير باستخدام الصواريخ والمسيّرات على مواقع عسكرية إسرائيلية في الشمال والجولان السوري المحتل هذه الهجمات جاءت ردًا على مقتل قائد عمليات الحزب في جنوب لبنان، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في نهاية يوليو.
وفي ظل هذه التطورات، أعلنت شركات طيران عدة عن تعليق رحلاتها إلى بيروت، مثل شركة "إير فرنس" التي علقت رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى إشعار آخر كما أعلنت "الخطوط الملكية الأردنية" عن تعليق جميع الرحلات من وإلى بيروت نتيجة الوضع الراهن. وكذلك "طيران الاتحاد" من أبوظبي ألغى رحلاته من وإلى بيروت وتل أبيب يوم الأحد. أما "لوفتهانزا"، فقد أعلنت أنها ستمدد تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى نهاية سبتمبر، وإلى تل أبيب وطهران حتى أوائل سبتمبر، وذلك نتيجة تصاعد المخاطر في المنطقة.
وعلى الرغم من إعلان المديرية العامة للطيران المدني اللبناني أن "المطار يعمل بشكل طبيعي"، إلا أن التأجيلات المتكررة وإلغاء الرحلات تشير إلى مدى تأثير الوضع الأمني على حركة الطيران في لبنان ديالا حاطوم، مسافرة أخرى كانت تنتظر مع ابنتها رحلتهما إلى الدوحة، قالت إن رحلتهما تأجلت حتى الخامسة مساءً، مما أجبرهما على الانتظار لساعات طويلة.
منذ تصاعد التوترات بين "حزب الله" وإسرائيل بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر، أصدرت دول أجنبية عدة تحذيرات لرعاياها من السفر إلى لبنان وهذا التحذير ترافق مع سلسلة من إلغاء الرحلات الجوية من وإلى بيروت، خاصة بعد مقتل شكر وتهديد "حزب الله" بالرد، مما يضع مصير قطاع الطيران اللبناني تحت ضغط شديد وسط تصاعد الأوضاع في المنطقة.