أوقاف أبوظبي، المعروفة رسميًا باسم هيئة الأوقاف وشؤون القُصّر في أبوظبي، أطلقت منصة رقمية شاملة تهدف إلى إحداث ثورة في إدارة الأوقاف وتعزيز خدمات الأوقاف. تشمل هذه المنصة أيضًا برامج تدريبية مصممة لتشجيع الشباب على الانخراط في إدارة الأوقاف، مما يعزز الجيل القادم من القادة في هذا القطاع المهم.
تعمل الهيئة بنشاط على بناء شراكات استراتيجية مع الجامعات والمؤسسات البحثية الرائدة، تهدف هذه التعاونات إلى تعزيز الابتكار في إدارة الأوقاف، وضمان أن تكون الممارسات والاستراتيجيات المستخدمة في طليعة ما هو ممكن، من خلال الاستفادة من الخبرات الأكاديمية والبحثية تسعى أوقاف أبوظبي إلى أن تصبح رائدة في إدارة الأوقاف.
في إطار جهودها لزيادة الوعي العام بأهمية عمل الأوقاف، أطلقت أوقاف أبوظبي قنوات جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه القنوات المتاحة على إنستغرام (@adawqaf)، وفيسبوك (@adawqaf)، وX (@adawqaf)، مصممة لإبقاء الجمهور على اطلاع بآخر المبادرات والإعلانات والأنشطة التي تقوم بها المؤسسة. الهدف هو إشراك المجتمع بشكل أكبر في تطوير الأوقاف وعرض الأثر الإيجابي لهذه الجهود.
من الابتكارات الرئيسية التي قدمتها أوقاف أبوظبي هو اعتمادها لنموذج الاقتصاد الدائري في إدارة الأوقاف، يهدف هذا النهج إلى ضمان أن كل وقف لا يغطي تكاليف تشغيله فحسب، بل يحقق أيضًا عوائد من استثماراته في الفرص الاجتماعية المفيدة. يضمن نموذج الاقتصاد الدائري تدفقًا ثابتًا للتمويل، وهو أمر حيوي لاستدامة تشغيل الأوقاف، من خلال تطبيق هذا النموذج تهدف أوقاف أبوظبي إلى خلق نظام بيئي حيث يكون كل وقف مكتفيًا ذاتيًا ويسهم في الخير العام للمجتمع.
لقد سمح هذا النهج الفريد للمؤسسة بالانتقال من الاستثمارات المستدامة فقط إلى ما تسميه "الاستثمارات فائقة الكفاءة". هذه الاستثمارات مصممة لتحقيق عوائد دائمة تُستخدم لتلبية التزامات أوقاف أبوظبي، يُنظر إلى هذا النموذج على أنه وسيلة لتعظيم تأثير الأوقاف، وضمان استمرارها في إفادة المجتمع بطريقة ذات مغزى.
بالإضافة إلى هذه الجهود، تركز أوقاف أبوظبي أيضًا على رقمنة سجلاتها، تهدف هذه المبادرة إلى تحسين إدارة البيانات، وتعزيز كفاءة العمل، وزيادة العوائد من الأوقاف. من خلال الاستفادة من التكنولوجيا تسعى الهيئة إلى تنويع مصادر دخلها وضمان أن تكون عملياتها فعالة قدر الإمكان.
أكد سعادة فهد عبد القادر القاسم، المدير العام لأوقاف أبوظبي، على التزام الهيئة بإشراك المجتمع بأكمله في عمل الأوقاف. منذ إعادة تسميتها تحت الهوية الجديدة، ركزت أوقاف أبوظبي على تحفيز أفراد المجتمع للمشاركة في هذه القضية النبيلة التي توفر فوائد طويلة الأجل لجميع شرائح المجتمع. أكد القاسم أن روح الأوقاف متأصلة بعمق في الثقافة الإماراتية، وأن أوقاف أبوظبي ملتزمة بتعظيم العوائد من هذه الاستثمارات لصالح المجتمع.
لتتماشى مع تطلعات المجتمع ومواكبة التغيرات العالمية السريعة، تعمل أوقاف أبوظبي على تعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية. يشمل ذلك زيادة الكفاءة التشغيلية وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص لتطوير مشاريع وقفية مبتكرة.
كما تقدم الهيئة استشارات متخصصة في إنشاء الأوقاف الجديدة، تغطي الهيكلة القانونية والمالية للأصول بما يتماشى مع القوانين المحلية والدولية. تشرف على الأصول ضمن هذه الأوقاف وتسعى إلى تعزيز اتفاقيات التعاون مع الكيانات الحكومية والخاصة. من خلال إنشاء مجالس استشارية تشمل ممثلين من مختلف القطاعات، تدعم أوقاف أبوظبي عملية اتخاذ القرار القوية.
من بين مبادراتها الأخيرة، أطلقت أوقاف أبوظبي بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي صندوقًا وقفيًا للرعاية الصحية بقيمة مليار درهم إماراتي. يهدف هذا الصندوق الممتد على مدى خمس سنوات، إلى تلبية احتياجات الرعاية الصحية المتخصصة للمجتمع، وتوفير تمويل مستدام لتعزيز قطاع الرعاية الصحية في الإمارة.