حققت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدماً كبيراً في مجال الصحة العالمية بإكمال تطعيم أكثر من 460 ألف طفل ضد شلل الأطفال في ثمانية أيام فقط. ويأتي هذا الإنجاز الرائع في أعقاب حملة تطعيم عاجلة انطلقت في قطاع غزة بهدف حماية أكثر من 460 ألف طفل من هذا المرض المنهك. وتؤكد هذه المبادرة، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، التزام الدولة بمعالجة القضايا الصحية الحرجة على نطاق عالمي.
بدأت الحملة الطارئة يوم الأحد الماضي وتمثل جهداً تعاونياً بين دولة الإمارات ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وعلى مدار الحملة تم إنشاء 150 نقطة ومركز تطعيم في جميع أنحاء غزة، مما يضمن الوصول على نطاق واسع إلى لقاح شلل الأطفال. وقد حظي تنظيم هذه المراكز والنقاط بدعم خاص من المتطوعين من عملية "الفارس الشهم 3"، الذين عملوا جنباً إلى جنب مع الفرق الطبية لتسهيل عملية التطعيم. ولقد كان لمشاركتهم دور حاسم في تبسيط العمليات وضمان حصول الأسر والأطفال على اللقاح بأقل قدر من الانقطاع.
لقد كانت استجابة الأسر في غزة إيجابية بشكل كبير، وقد أعرب العديد منهم عن تقديرهم العميق لدولة الإمارات على دعمها الثابت ومساعدتها الإنسانية. ويكتسب تأثير الحملة أهمية خاصة في سياق الصراع الدائر في غزة، حيث يلعب هذا الدعم دوراً حاسماً في تخفيف معاناة السكان، وخاصة الأطفال الأكثر ضعفاً. ويسلط الامتنان الذي عبرت عنه الأسر الضوء على أهمية التعاون الدولي والمساعدة في معالجة الأزمات الصحية العاجلة في مناطق الصراع.
وقد برزت الحاجة الملحة إلى جهود التطعيم هذه من خلال تطور مثير للقلق تم الإبلاغ عنه في أغسطس الماضي، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عاماً. وقد عمل هذا التطور كتذكير صارخ بإمكانية تفشي الأمراض في المناطق التي تعاني من ضعف الأنظمة الصحية، وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة. وقد حفز اكتشاف حالة شلل الأطفال هذه الاستجابة السريعة لدولة الإمارات، مما يدل على استعداد البلاد لمعالجة التهديدات الصحية الناشئة بشكل فعال.
ولضمان نجاح الحملة، شارك أكثر من 2100 عامل صحي، بما في ذلك فرق صحية متنقلة، بنشاط في جهود التطعيم. وقد عملت هذه الفرق بجد للوصول إلى كل طفل مستهدف من قبل الحملة، مستغلة فترات التوقف الإنسانية لإعطاء اللقاح. إن تفانيهم وعملهم الجاد ضروريان لتحقيق هدف الحملة المتمثل في توفير تغطية تحصين شاملة لجميع الأطفال المؤهلين في غزة.
وتعكس مبادرة الإمارات التزامًا أوسع بالصحة العالمية والإنسانية. ومن خلال معالجة الاحتياجات الصحية الحرجة وتوفير الدعم الأساسي للسكان المعرضين للخطر، تساهم الإمارات في الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال والأمراض المعدية الأخرى. وتشهد هذه الحملة على فعالية التعاون الدولي في معالجة الأزمات الصحية وتؤكد على دور الإمارات العربية المتحدة كلاعب رئيسي في المبادرات الصحية العالمية.
وتجدر الإشارة الي، يمثل الانتهاء الناجح من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة إنجازًا كبيرًا في مجال الصحة العالمية. وكانت قيادة الإمارات وتعاونها مع المنظمات الدولية فعالين في حماية صحة الآلاف من الأطفال ومنع انتشار شلل الأطفال.
إن الاستجابة الإيجابية من جانب عائلات غزة والجهود الدؤوبة التي يبذلها العاملون في مجال الصحة تسلط الضوء على تأثير المساعدات الإنسانية في معالجة التحديات الصحية العاجلة. ولا تعالج هذه الحملة التهديد الصحي الفوري فحسب، بل إنها تعزز أيضًا أهمية التعاون الدولي في تحقيق الأهداف الصحية طويلة الأجل.