صحيفة أخبارنا

تفاصيل موجة العنف ضد المسلمين في بريطانيا كيف تحولت الاحتجاجات إلى أعمال إرهابية؟

, أخبار
آخر تحديث: (بتوقيت الإمارات)
Loading...

تتسارع الأحداث في بريطانيا، حيث تصاعدت أعمال العنف بشكل غير مسبوق، مستهدفة المسلمين والمهاجرين في مدن مختلفة. وقد وصف نيل باسو، المسؤول السابق في جهاز مكافحة الإرهاب، هذه الأعمال بأنها تجاوزت حدود الشغب لتصبح "دائرة إرهاب". باسو، الذي قاد جهاز مكافحة الإرهاب من 2018 إلى 2021، دعا إلى ضرورة متابعة هذه القضايا عن كثب من قبل المسؤولين، مشيرًا إلى أن الأعمال الحالية تستهدف ترهيب فئة معينة من المجتمع.

تفاصيل موجة العنف ضد المسلمين في بريطانيا كيف تحولت التوترات إلى اعتداءات منظمة؟

بدأت الأحداث في مدينة ليفربول بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات طعنًا وإصابة عشرة آخرين على يد مراهق لم تكشف الشرطة البريطانية عن هويته ،أدت هذه الواقعة إلى اندلاع موجة من العنف ضد المسلمين والمهاجرين، بعد انتشار معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تربط بين المهاجم واللاجئين المسلمين.

تبع ذلك موجة من الاحتجاجات في عدة مدن بريطانية، تخللتها أعمال تخريب ضد المنشآت العامة والخاصة ومواجهات عنيفة مع الشرطة هاجم أنصار اليمين المتطرف مساجد في منطقة ساوثبورت ومدينة سندرلاند، وقاموا أيضًا بتخريب واجهة أحد الفنادق التي تؤوي مهاجرين في روثرهام، حيث أضرموا النار فيه مرددين عبارات مناهضة للمهاجرين.

ردود الفعل الحكومية 

في ظل تصاعد العنف، لم تتمكن الحكومة البريطانية بعد من تحديد الجهات المسؤولة عن الشغب، وتبدو هذه الاحتجاجات متنوعة، حيث تجمع حولها العديد من الوجوه اليمينية والمناهضة للهجرة، تساهم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في إشعال هذه الاحتجاجات، من خلال نشر مقاطع تحريضية ضد الأقليات المسلمة والمهاجرين، مما يعزز الانقسام الاجتماعي.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعلن عن تعزيزات أمنية للتعامل مع الأحداث، مؤكدا أن المشاركين في الأعمال التخريبية لن يفلتوا من المساءلة القانونية، كما أشار إلى أن بعض المتهمين قد مثلوا أمام المحكمة، محذرًا من الانخراط في أي نشاط تحريضي، سواء في الشارع أو عبر الإنترنت، مهددًا باتخاذ إجراءات قانونية ضد المحرضين الإلكترونيين.

القلق في صفوف الجاليات المسلمة

تشعر الجاليات المسلمة في بريطانيا بقلق متزايد بشأن سلامتهم، كما أعرب العديد من المسلمينعن خشيتهم من استهدافهم أثناء ذهابهم إلى المساجد للصلاة، فيما تتردد النساء المحجبات في الخروج في المناطق التي تصاعدت فيها الأحداث خوفًا من استهدافهن بسبب مظهرهم.

واقع المسلمين في بريطانيا الإحصاءات والتحديات

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن حوالي 4 ملايين مسلم يعيشون في بريطانيا، مما يمثل نحو 6.5% من إجمالي السكان. تتركز الجاليات المسلمة بشكل رئيسي في خمس مناطق حضرية كبرى، من بينها برمنغهام وبراتفورد ولندن ومانشستر. وعلى الرغم من هذه الأعداد، لا تزال الجاليات المسلمة تعاني من التهميش والحرمان، حيث تعيش 40% من الأقليات المسلمة في أوضاع هشة وفقر.

وضع طالبي اللجوء أرقام وحقائق

في الوقت الذي يرتفع فيه صوت المحتجين ضد طالبي اللجوء، تشير التقديرات إلى أن أعداد طالبي اللجوء في بريطانيا شهدت انخفاضًا بنسبة 17% خلال السنة الماضية. ويشكل طالبي اللجوء نسبة صغيرة من مجموع الوافدين إلى البلاد، مما يضع بريطانيا في المرتبة الـ20 على مستوى أوروبا في هذا الصدد كما انخفضت أعداد المهاجرين السريين الذين عبروا القناة البريطانية، حيث سجل غفر السواحل البريطاني عبور حوالي 603 مراكب في 2023 مقارنة مع ألف مركب في 2022.

دور وسائل التواصل الاجتماعي في إشعال الفتنة

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تأجيج موجة العنف الحالية، من خلال تداول أخبار كاذبة ومضللة حول الهجوم، وربطها بفشل الحكومة في التعامل مع موجات الهجرة و"المد الإسلامي" في بريطانيا، وقد طالب رئيس الوزراء البريطاني من منصات التواصل الاجتماعي اتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار المقاطع التحريضية والأخبار الزائفة التي تغذي خطاب الكراهية ضد المهاجرين.

بعد الهجوم، نشر نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح اليميني المتطرف، مقطع فيديو ألمح فيه إلى أن الشرطة أخفت معلومات عن الهجوم، مما غذى نظريات المؤامرة حول محاولة الشرطة حجب هوية المهاجم.

المنظمات المحركة للاحتجاجات

تظهر بعض الأدلة أن تنظيمات متطرفة مثل رابطة الدفاع الإنجليزية قد تكون وراء بعض الاحتجاجات، على الرغم من أن المنظمة توقفت عن نشاطاتها الرسمية منذ أكثر من عقد. كانت الرابطة قد أدينت في الماضي بتهم تتعلق بالإرهاب، لكن قدرتها على الحشد تراجعت قبل أن تعود للظهور بشكل مفاجئ في الأحداث الأخيرة.

تظل قدرة اليمين المتطرف على الحشد موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يختلف المحللون حول مدى تأثير هذه الحركات على الشارع البريطاني ما يبدو واضحًا هو أن هذه الأحداث تمثل تحديًا كبيرًا للحكومة والمجتمع البريطاني بشكل عام في سعيهم لمواجهة العنصرية وتعزيز الوحدة الوطنية.

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...