صحيفة أخبارنا

تفجيرات الأجهزة اللاسلكية في لبنان هل يمكن أن تكون الهواتف الذكية هدفًا محتملًا؟

, أخبار
آخر تحديث: (بتوقيت الإمارات)
Loading...

تثير الانفجارات الأخيرة التي طالت أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي قلقًا عالميًا حول مدى أمان الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية. الدراسات تشير إلى أن التحويل المعقد لهذه الأجهزة إلى أدوات تفجير يعتمد على التلاعب بمكوناتها الداخلية، ما يجعل الهواتف الذكية أقل عرضة لهذه الحوادث إلا في حال تم تعديلها بشكل خاص الخبراء يلفتون النظر إلى ضرورة تعزيز الأمن السيبراني لضمان حماية الأجهزة الإلكترونية من التهديدات المحتملة.

شهد لبنان موجة جديدة من الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكية، حيث تصاعدت الأخبار حول تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي الصوتية المعروفة بـ "ووكي توكي"، التي كانت تستخدمها عناصر حزب الله أيضًا وتأتي هذه الحوادث بعد سلسلة من الانفجارات السابقة التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكية القديمة المعروفة باسم "بيجر"، والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصًا وإصابة أكثر من 3000 آخرين، مع امتداد تداعيات الانفجارات إلى سوريا ، حيث سجلت إصابات في مناطق مختلفة هذه الحوادث أثارت العديد من التساؤلات حول كيفية حدوث هذه الانفجارات وإمكانية تكرارها مع الأجهزة الحديثة مثل الهواتف الذكية والسماعات اللاسلكية

ما هي أجهزة البيجر وأجهزة الووكي توكي؟

لفهم الأحداث الأخيرة، من الضروري معرفة ماهية الأجهزة التي تعرضت للانفجار البيجر هو جهاز إلكتروني لاسلكي كان شائع الاستخدام قبل ظهور الهواتف المحمولة كان يستخدم لاستقبال الرسائل النصية القصيرة أو الإشعارات التي تحمل رقم الهاتف للتواصل لاحقًا، ويعتمد عمله على إرسال إشارات عبر الشبكات اللاسلكية هذه الأجهزة كانت تستخدم للتواصل السريع في حالات الطوارئ أو في المواقف التي لا يستطيع فيها الأفراد الرد مباشرة على المكالمات ومع ظهور الهواتف المحمولة، تراجع استخدام البيجر بشكل كبير، لكنه لا يزال يستخدم في بعض القطاعات مثل الرعاية الصحية نظرًا لضرورة التواصل السريع والموثوق

جهاز بيجر من طراز AR924 من شركة (Gold Apollo)

توجد نوعان رئيسيان من أجهزة البيجر: النوع الأول هو البيجر المستقبِل فقط، وهو مصمم لاستقبال الرسائل أو الإشعارات دون إمكانية إرسالها هذا النوع كان يستخدم بشكل شائع في المستشفيات والمصانع لإخطار الموظفين بوجود مهام جديدة أو حالات طوارئ أما النوع الثاني فهو البيجر المستقبِل والمرسِل، الذي يتيح إرسال واستقبال الرسائل النصية، ولكنه كان يمتلك قدرة محدودة مقارنة بالهواتف الذكية

أما أجهزة الووكي توكي، أو أجهزة الاتصال اللاسلكي الصوتي، فهي أجهزة إلكترونية صغيرة الحجم تستخدم للتواصل الصوتي المباشر بين شخصين أو أكثر على مسافات قصيرة إلى متوسطة تعمل هذه الأجهزة عن طريق إرسال واستقبال إشارات لاسلكية، مما يتيح إجراء محادثات ثنائية الاتجاه لحظيًا وقد اعتمد أعضاء حزب الله على هذه الأجهزة لتجنب اعتراض اتصالاتهم من الاستخبارات الإسرائيلية، حيث تمكنهم من إرسال رسائل مشفرة دون الكشف عن مواقعهم

أجهزة ووكي توكي

كيف حدث الانفجار؟

منذ بداية الانفجارات التي طالت أجهزة البيجر في لبنان، تداولت نظريات متعددة حول كيفية تحويل هذه الأجهزة الإلكترونية البسيطة إلى أدوات قاتلة أظهرت التقارير أن العملية لم تكن مجرد هجوم سيبراني بسيط، بل كانت عملية معقدة إذ يبدو أن ارتفاع حرارة بطارية الليثيوم لا يمكن أن يؤدي إلى الانفجار بنفس القوة التي شهدناها، بل من الأرجح أن تكون الأجهزة قد تم تفخيخها بمواد متفجرة أثناء تصنيعها

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين مطلعين أن إسرائيل قد زرعت متفجرات داخل دفعة من أجهزة البيجر التي استوردها حزب الله من شركة تايوانية في وقت سابق من هذا العام وقال المسؤولون إن حزب الله طلب من الشركة التايوانية أكثر من 3000 جهاز اتصال لاسلكي، وقد زرعت إسرائيل كميات صغيرة من المتفجرات بجانب بطاريات هذه الأجهزة بهدف تنفيذ عملية تفجير واسعة النطاق تم إرسال إشارة مزيفة بدت وكأنها صادرة عن قيادة حزب الله، وكانت هذه الإشارة مفتاح التشغيل الذي أدى إلى تنشيط المتفجرات

هل يمكن أن يحدث مع الأجهزة الحديثة مثل الهواتف الذكية؟

أثارت حوادث تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الووكي توكي قلقًا عالميًا بشأن إمكانية تكرار مثل هذه الحوادث مع أجهزة أخرى مثل الهواتف الذكية والسماعات اللاسلكية تعمل هذه الأجهزة ببطاريات الليثيوم، مما يجعلها عرضة للهجمات الإلكترونية التي تستهدف مكوناتها الداخلية إذا تم التلاعب بها كما حدث مع أجهزة البيجر

أوضح ضابط سابق متخصص في إبطال مفعول القنابل أن أي جهاز متفجر يتكون من خمسة عناصر أساسية: حاوية، وبطارية، وجهاز تشغيل، ومفجر، وشحنة متفجرة وأشار إلى أن أجهزة البيجر تحتوي بالفعل على ثلاثة من هذه العناصر، مما يجعل تحويلها إلى عبوات ناسفة عملية ممكنة من غير المرجح أن تتعرض الأجهزة الإلكترونية المحمولة مثل الهواتف الذكية لخطر الانفجار إلا إذا تم تعديلها وزرع متفجرات فيها قبل بيعها الهواتف الذكية تحتوي على نظام حماية يمنع انفجار البطارية في حال ارتفاع درجة حرارتها، على عكس البيجر التقليدي

الخبراء يشيرون إلى أن الهجوم على أجهزة البيجر كان عملية معقدة ومتقدمة، ويفترضون أنه تم تنفيذها على مراحل بالتعاون مع جهات متعددة مع ذلك، لا يتوقعون تكرار مثل هذه الهجمات على نطاق واسع، مؤكدين أن الأجهزة الاستهلاكية ليست هدفًا سهلاً لمثل هذه العمليات بالإضافة إلى ذلك، يشيرون إلى أن ضعف سلاسل التوريد يمكن أن يكون سببًا محتملاً وراء هذه الحوادث، حيث قد تستغل شركات التصنيع هذه السلاسل لتضمين مكونات ضارة في المنتجات

تثير هذه الحوادث مخاوف جدية بشأن الأمن السيبراني والأجهزة المتصلة بالإنترنت، وتؤكد الحاجة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع مراحل دورة حياة المنتج، من التصنيع إلى التوزيع ووصولًا إلى الاستخدام

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...