تستمرحالة التأهب داخل إسرائيل وذلك استعدادًا علي الرد الإيراني المحتمل بعد عملية اغتيال "إسماعيل هنية " رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بمدينة طهران ، والقيادي الأول في حزب الله " فؤاد شكر " الذي تم قتله إثر غارة إسرائيلية تم شنها على الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، فضلًا عن ذلك ايضًا إعلان إسرائيل عن مقتل " محمد الضيف" احد القياديين في "حماس" .
إسرائيل تستعد للرد الإيراني
حيث توالت التصريحات الإيرانية التي تقوم فيها بتوعد للانتقام من إسرائيل ، وذلك للرد على هذه العمليات، الذي جاء بالتزامن مع تهديدات قد أطلقها المسؤولون عن " الأذرع الإيرانية " داخل المنطقة .
وأكد بعض المسؤولين الإيرانيين إن القادة العسكريين يفكرون في القيام بهجوم مشترك بمجموعة من الطائرات بدون طيار ومجموعة من الصواريخ على بعض الأهداف العسكرية داخل محيط تل أبيب و حيفا، لكنهم سوف يحرصون على تجنب هذه الضربات على الأهداف المدنية .
وأكد ايضا المسؤولون الإيرانيون أن من بين هذه الخيارات التي تحت الدراسة، الفيام بشن هجوم منسق من إيران و عدد من القوات المتحالفة معها من خلال الجبهات الأخرى بما في ذلك دولة اليمن و سوريا و العراق ، حتي تستطيع تحقيق أقصى قدر من التأثير .
و خيار "تنسيق الجبهات" قد يحقق إرباك لإسرائيل واستنزافها والعمل علي تقليل فارق القوة، خصوصًا وأن هذه الحرب لم تعد إيرانية باعتبار أن هذا الرد لا يقتصر على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، ولكنه شمل أيضا اغتيال فؤاد شكر القيادي الأول في حزب الله، وذلك حسب تصريحات المحللين العسكريين .
فاعلية خيار "تنسق الجبهات"
يعتبر خيار تنسيق الجبهات الأكثر تأثيرا، خصوصا في ظل إدراك إيران عجزها عن القيام بالمواجهة المباشرة مع دولة إسرائيل وإدراك فارق القوة العسكرية الكبير بين كلا الطرفين ، ولكن اكدت طهران انه من خلال أذرع إيران التي اصبحت تطوق إسرائيل من عدة جهات ، فإنها باتت قادرة على تحقيق إرباك للقوات الإسرائيلية .
ويأتي هذا التأثير في المرحلة التي قد تم استنزاف إسرائيل لقوتها بعد حرب طويلة بغزة، وأدت لعدة انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي ، لذلك فإن القيام بفتح جبهات متعددة في وقت واحد سوف يكون له تأثير قوي على دولة إسرائيل، وسوف يتسبب في المزيد من الانقسامات ، ويحجم قدرة إسرائيل على توسيع رقعة الاشتباكات أو القيام بحرب برية واسعة .
والحشد الأميركي داخل المنطقة حاليا يمثّل رسائل لإسرائيل وتحذيرات من أي تصعيد يمكن أن تقوم به إيران داخل المنطقة، وقطع خطوط الإمداد والمساندة البشرية لطهران .
و في حال ارتفعت التصعيدات وتجاوزت قواعد الاشتباك فإن عملية التدخل الأميركي المباشر سوف تكون محتملة .
الرد لا يخص إيران وحدها
حيث ان الرد لم يعد إيرانيًا فقط طالما أن الاستهدافات الإسرائيلية لم تقتصر فقط علي اغتيال " إسماعيل هنية " في طهران ، إنما ايضا شمل قائد من المؤسسين في " حزب الله " اللبناني، وهو الأمر الذي يعني أن يوجد مرحلة جديدة من العمل العسكري .
وقد استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد زيارته للولايات المتحدة وبعد الوعود التي حصل عليها بالدعم للتوجيه بتنفيذ عملية الاغتيال والإعلان عن مقتل " محمد الضيف " .
ونحن الان أمام وضع لم تعد دولة إيران فقط هي المسؤولة عنه،لذلك لن يكون الرد من طهران فقط ، على الرغم من أن اغلب التصريحات الإيرانية تؤكد أنها الوحيدة الملزمة بذلك، فأصبحت ايضا جبهة لبنان هي رأس الحربة في هذا المحور والتي أخذت على عاتقها بشكل دائم دعم غزة ، لذلك فمن الوارد أن يكون الرد من دولة لبنان بمساندة كلا من العراق واليمن .
و السياسة التي تتبعا طهران وهي الصبر الاستراتيجي تقصد بها إرباك الخصم وشد أعصابه وإبقائه دائما على استعداد وهو يعتبر نوع من الحرب النفسية حتى لا يعرف بأي لحظة سوف يكون الرد .
وسوف يكون الرد الإيراني في حال وقوعه يتمثل في رد سريع بالمسيرات والصواريخ طويلة المدى، وهو الأمر الذي سوف يربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وسوف يوصل رسالة تأكد قدرتهم على الوصول لإسرائيل .
وقد أخترقت إسرائيل كل سقوف التحدي لانها تدرك بلا شك قدرات أعدائها وردودهم المحتملة، وايضا قدراتها الذاتية، وقدرات حلفائها، واستعدادهم للمشاركة بالدفاع عنها .
ويسعى نتنياهو ومن يساعده في إدارة الشؤون الحربية أن تكون المعركة الحالية منذ السابع من أكتوبر 2023 ، هي المعركة الفاصلة في تاريخ صراع إسرائيل مع أعدائها مهما طالت و مهما تعددت مراحلها .