جدعون ساعر، السياسي الإسرائيلي المعروف، قد يصبح وزير الدفاع المقبل بعد الشائعات التي تشير إلى إقالة وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت ساعر، الذي يشغل منصب رئيس حزب "اليمين الوطني"، قد يُعيَّن ليحل محل غالانت في إطار توسيع محتمل للحكومة الإسرائيلية، وهو ما يعكس التوترات والضغوط داخل الائتلاف الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو ساعر، الذي خدم في مناصب حكومية متعددة ويعارض حل الدولتين، يعتبر أحد أبرز الوجوه السياسية في إسرائيل ويُنتظر أن يلعب دوراً مهماً في تشكيل سياسة الدفاع الإسرائيلية المقبلة.
جدعون ساعر هو سياسي إسرائيلي بارز ولد في تل أبيب عام 1966، واشتهر بكونه واحدًا من الشخصيات السياسية المؤثرة في إسرائيل على مدى عقود والداه هاجرا إلى إسرائيل من الأرجنتين في عام 1965، مما جعل جذوره تمتد إلى الثقافة الأرجنتينية والإسرائيلية على حد سواء بدأ ساعر مسيرته المهنية بالالتحاق بالجيش الإسرائيلي، حيث خدم كضابط صف في لواء غولاني وهو لواء يعتبر من النخب العسكرية في الجيش الإسرائيلي، ثم تابع دراسته الأكاديمية في جامعة تل أبيب، حيث حصل على درجة في العلوم السياسية ثم القانون
بعد الانتهاء من دراسته، بدأ جدعون ساعر حياته العملية في المجال القانوني، حيث شغل عدة مناصب حكومية بارزة كان منها العمل كمساعد للنائب العام بين عامي 1995 و1997، ثم مساعدا للمدعي العام من 1997 إلى 1998 هذه الفترة التي قضاها في العمل الحكومي القانوني مكنته من بناء خبرة قانونية وإدارية كبيرة، مما ساعده على الانتقال إلى العمل السياسي فيما بعد
في عام 1999، عُين سكرتيرًا لمجلس الوزراء في عهد بنيامين نتنياهو وكان له دور محوري في هذه الفترة، حيث اكتسب خبرة في التعامل مع شؤون الدولة من قرب خلال عمله هذا، أصبح جزءًا من الدائرة الضيقة لصناع القرار في الحكومة الإسرائيلية وفي عام 2003، تم انتخابه عضوًا في الكنيست الإسرائيلي ممثلاً عن حزب الليكود، حيث بدأ في بناء سمعته كواحد من أبرز السياسيين في إسرائيل
خلال مسيرته في الكنيست، ترأس ساعر المجموعة البرلمانية لحزب الليكود، وكان عضوًا في لجان مهمة مثل لجنة الدستور والقانون والعدالة ولجنة الهجرة والاستيعاب شؤون الشتات بالإضافة إلى دوره كرئيس لجنة وضع المرأة هذه المناصب مكنته من التأثير على العديد من التشريعات والسياسات الهامة التي تخص المجتمع الإسرائيلي، مما ساعده في صعوده السياسي السريع
في عام 2009، تم تعيين ساعر وزيرًا للتعليم في حكومة نتنياهو، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2013 خلال فترة عمله في هذا المنصب، قام بإصلاحات كبيرة في النظام التعليمي الإسرائيلي، وكانت هذه الإصلاحات تهدف إلى تحسين جودة التعليم ورفع مستوى الطلاب في مختلف المجالات، كما ساعدت هذه الجهود في تعزيز مكانته كسياسي فعال وقادر على إحداث تغيير حقيقي
في العام 2013، تم تعيينه وزيرًا للداخلية، وهو المنصب الذي شغله لفترة قصيرة قبل أن يعلن استقالته في سبتمبر 2014 استعدادًا للانتخابات التالية رغم استقالته، بقي ساعر نشطًا في المشهد السياسي، حيث كان يُعتبر دائمًا واحدًا من المرشحين المحتملين لقيادة حزب الليكود وحتى لرئاسة الوزراء ومع ذلك، لم يتمكن من انتزاع القيادة من بنيامين نتنياهو وظل في صفوف المعارضة لبعض الوقت.
في عام 2020، قرر جدعون ساعر الانفصال عن حزب الليكود وتأسيس حزبه الخاص الذي أطلق عليه اسم "الأمل الجديد" تمكن الحزب من الفوز بستة مقاعد في انتخابات 2021، مما أتاح لساعر فرصة العودة إلى الحكومة كوزير للعدل، وهو المنصب الذي مكنه من التأثير على السياسات القانونية في البلاد في عام 2022، قرر الاندماج مع حزب "كاحول لافان" بقيادة بيني غانتس لتشكيل حزب جديد يُدعى "هاماهان هامالاختي"، وشارك في الانتخابات مع هذا الحزب الجديد
ساعر معروف بمعارضته الصارمة لحل الدولتين، وهو يرى أن إقامة دولة فلسطينية بين نهر الأردن والبحر ستكون خطأً كبيرًا في عام 2020، صرح بأن لن تكون هناك دولة مستقلة أخرى بين نهر الأردن والبحر وتعتبر هذه المواقف جزءًا من توجهاته اليمينية المتشددة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وخلال الحرب التي نشبت في غزة في أكتوبر 2023، عبر عن رأيه بأن قطاع غزة يجب أن يصبح أصغر في نهاية الحرب، مما يشير إلى موقفه المتشدد تجاه الفصائل الفلسطينية.
مع تواتر الشائعات حول إقالة وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت من منصبه بسبب الضغوط التي يتعرض لها رئيس الوزراء نتنياهو من حلفائه في الائتلاف اليميني، برز اسم جدعون ساعر كخيار محتمل لتولي حقيبة الدفاع ومن المتوقع أن يكون هذا التعيين جزءًا من خطة لتوسيع الحكومة لتضم شخصيات من المعارضة إلى الحكومة الحالية