تقرير صحافي كشف أن المملكة المتحدة قد أعطت الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" ضد روسيا مع أن هذا القرار لم يُعلن بشكل رسمي نظرًا للمخاوف من إحداث خلاف مع الولايات المتحدة التي لديها تحفظات على استخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب مرارًا استخدام هذه الأسلحة التي تتميز بقدرتها على تجنب رادارات العدو وضرب أهداف دقيقة على مسافات بعيدة تصل إلى 190 ميلاً لضرب العمق الروسي ومع ذلك فإن استخدام هذه الصواريخ عادة ما يكون مرتبطًا بأنظمة أمريكية سرية، ما يعني أن أوكرانيا تحتاج إلى الحصول على إذن من واشنطن لاستخدامها في هجمات داخل روسيا
نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية أن المملكة المتحدة لم تقدم طلبًا رسميًا إلى الولايات المتحدة للسماح باستخدام هذه الصواريخ داخل الأراضي الروسية ويأتي هذا في وقت تعبر فيه الولايات المتحدة عن قلقها من نهج بريطانيا الذي تعتبره متهورًا في تقديم المعدات العسكرية لأوكرانيا بحسب مصدر من البيت الأبيض فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشعر بالقلق من أن استخدام صواريخ "ستورم شادو" حتى بدون موافقة الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة وقد يجبر القوات الأمريكية على التورط في النزاع
وإلى جانب القلق من تصعيد الصراع فإن هناك مخاوف في الولايات المتحدة من أن هذه الصواريخ قد لا تكون فعالة في تدمير الأهداف الروسية التي تم نقلها إلى مواقع أبعد عن الحدود بعد تقارير حول نقل روسيا لهذه الأهداف بعيدًا عن الحدود بما يقلل من فرص نجاح ضربات صواريخ "ستورم شادو" في تحقيق نتائج ملموسة
في الوقت نفسه يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحديات في كيفية التعامل مع هذا الملف الحساس حيث يبدو أنه لا يرغب في إثارة خلاف مع الولايات المتحدة حول هذه القضية لذا فقد تبنى ما يسمى بنهج استشاري في مفاوضاته مع واشنطن حول كيفية إدارة هذا الملف خاصة بعد الخلافات الدبلوماسية التي وقعت في عهد الحكومة المحافظة السابقة في بريطانيا
في هذا السياق جاء إعلان زيلينسكي عن نجاح أوكرانيا في اختبار صاروخ باليستي محلي الصنع حيث لم يكشف عن تفاصيل كثيرة حول هذا الصاروخ أو عن نتائجه لكن أكد أن بلاده مستمرة في تطوير قدراتها العسكرية لمواجهة الهجمات الروسية التي ازدادت ضراوة في الأيام الأخيرة
كما أكد زيلينسكي أن الطائرات المقاتلة من طراز "إف-16" التي حصلت عليها أوكرانيا من الغرب استخدمت بنجاح في صد الهجمات الروسية العنيفة هذا الأسبوع مما يعزز من قدرة أوكرانيا على الدفاع عن أراضيها في مواجهة الهجمات المتزايدة
بالإضافة إلى ذلك دعا زيلينسكي مرة أخرى الحلفاء الغربيين إلى إلغاء القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة التي يتم تزويدها بها لا سيما الصواريخ بعيدة المدى التي يمكنها ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية ويأتي هذا الطلب في إطار استراتيجية أوكرانيا لتعزيز قدراتها العسكرية وتقليل الفجوة في الميزان العسكري مع روسيا التي تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة المتطورة
وفي ظل هذه التطورات تبرز تساؤلات حول مستقبل الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا وكيفية إدارة التوترات بين الحلفاء الغربيين حول الطريقة المثلى لدعم أوكرانيا دون التورط في صراع أوسع قد يمتد تأثيره إلى خارج الحدود الأوكرانية والروسية
يبدو أن قضية استخدام صواريخ "ستورم شادو" داخل روسيا ستظل محط جدل ونقاش بين الحلفاء الغربيين حيث تسعى كل دولة إلى تحقيق توازن بين دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا وبين تجنب تصعيد النزاع إلى مستوى قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الغرب وروسيا في الوقت الذي تواصل فيه أوكرانيا تطوير قدراتها العسكرية والسعي للحصول على المزيد من الدعم الدولي من أجل تحقيق تقدم على الأرض في مواجهة القوات الروسية