تم تعيين جعفر حسان رئيساً لوزراء الأردن بمرسوم ملكي أصدره الملك عبدالله الثاني ليخلف بشر الخصاونة الذي شغل المنصب لفترة تعد الأطول في عهد الملك عبد الله الثاني منذ توليه السلطة يعتبر هذا التعيين إشارة واضحة على الثقة الكبيرة التي يوليها الملك لحسان والذي شغل مناصب عديدة داخل الديوان الملكي والحكومة الأردنية
جعفر حسان الذي يبلغ من العمر 56 عاماً، يتمتع بخلفية تعليمية قوية حيث حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والاقتصاد الدولي من جامعة جنيف إلى جانب ماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد وماجستير آخر في العلاقات الدولية من جامعة بوسطن كما يحمل شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية من الجامعة الأميركية في باريس هذه الخلفية الأكاديمية مكنته من تولي مناصب رفيعة، كان أبرزها مدير مكتب الملك ومستشار الشؤون السياسية والاقتصادية للملك عبدالله الثاني
شغل حسان منصب مدير مكتب الملك مرتين، الأولى كانت بين عامي 2014 و2018، والثانية منذ مايو 2021، ليكون بذلك من أبرز المسؤولين المقربين من الملك قبل توليه هذا المنصب الجديد، كان جعفر حسان يشغل منصب مستشار الملك للسياسات منذ أغسطس 2020 ومستشار الاتصال والتنسيق منذ أبريل 2019 إلى جانب دوره كوزير للتخطيط والتعاون الدولي بين عامي 2009 و2013 ونائب رئيس الوزراء ووزير دولة للشؤون الاقتصادية في 2018
يُعد جعفر حسان شخصية بارزة في المشهد السياسي الأردني فقد كانت له مساهمات كبيرة في صياغة السياسات الاقتصادية والتنموية للأردن خلال فترات مختلفة من عمله الحكومي، وهو معروف بقدرته على إدارة الملفات الاقتصادية الحساسة، وهو ما يعزز الثقة في قدرته على قيادة الحكومة الجديدة في ظل تحديات داخلية وإقليمية كبيرة
في تغريدة على حسابه بموقع إكس (تويتر سابقاً) أعرب جعفر حسان عن شرفه الكبير بتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، معتبراً أن العمل العام مسؤولية كبيرة وأمانة غالية، وأكد أن الحكومة ستعمل بكل جهد لخدمة الأردن والأردنيين، وتنفيذ ما ورد في كتاب التكليف الملكي وفق برنامج واضح أساسه العمل الجاد والمخلص هذه الكلمات تعكس رؤية حسان في قيادة الحكومة وتطلعه لتحقيق الإصلاحات المطلوبة التي تلبي تطلعات الشعب الأردني وتساهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد
يتزامن تعيين حسان مع توقيت حساس في الأردن، حيث يمر البلد بتحديات اقتصادية كبيرة تفاقمت بفعل الأوضاع الإقليمية والضغوط الاقتصادية الداخلية إذ يواجه الأردن ارتفاعاً في نسب البطالة وتحديات تتعلق بجذب الاستثمارات وتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي ومع التغيرات العالمية الأخيرة، يبدو أن الحكومة الجديدة برئاسة حسان ستحتاج إلى التركيز على تحقيق إصلاحات هيكلية واقتصادية لتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل وتحسين مستوى معيشة المواطنين
على الرغم من أن جعفر حسان يعتبر من المقربين للملك، إلا أن التحديات التي تنتظره في منصبه الجديد ليست سهلة، حيث سيتعين عليه قيادة الحكومة نحو تنفيذ إصلاحات حقيقية قد لا تكون شعبية في بعض الأحيان، ولكنه سيحتاج إلى دعم شعبي وسياسي لتحقيق أهدافه وتنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي كلفه به الملك
في سياق آخر، جرت العادة في الأردن أن تقدم الحكومة استقالتها بعد كل انتخابات برلمانية تجري كل أربع سنوات، ليتم تكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل حكومة جديدة وبهذا السياق، تولي جعفر حسان لهذا المنصب يعني بداية مرحلة جديدة من التغيير الحكومي الذي يستهدف تعزيز الاستقرار السياسي وتطبيق برنامج إصلاحي يتناسب مع المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية في المرحلة المقبلة
من المتوقع أن تكون مهمة جعفر حسان في منصبه الجديد مليئة بالتحديات والضغوط، لكنه يمتلك خلفية علمية وعملية قوية ستساعده في التعامل مع الملفات المعقدة التي تنتظره