في تطور لافت في الأزمة المستمرة في غزة، تواصلت الجهود الدبلوماسية المكثفة مؤخراً لمحاولة إنهاء النزاع المستمر منذ نحو 11 شهراً بين حركة حماس وإسرائيل وسط هذه الجهود، تجددت الأنباء عن تحركات جديدة على صعيد المفاوضات التي تحتضنها القاهرة، مع دعوة الوسطاء لكلا الطرفين لإبداء مزيد من المرونة هذه التحركات تأتي في وقت تتزايد فيه التوترات وتستمر فيه الأزمات الإنسانية في القطاع
تأتي أهمية هذه الاتصالات في ظل الحديث عن عقبة رئيسية تتعلق بـمحور فيلادلفيا، وهو الشريط الحدودي الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر على الرغم من الموقف الإسرائيلي المتشدد بخصوص هذا المحور، فإن الوسطاء يبذلون جهوداً كبيرة لتخطي هذه العقبة ونتيجة لهذه الضغوطات، أكد مسؤولون إسرائيليون استجابتهم الجزئية لبعض المطالب الأمريكية، بما في ذلك تقليص عدد القوات الإسرائيلية في هذا المحور في المقابل، أكدت حركة حماس مشاركتها في جولة المفاوضات التي تستضيفها القاهرة، والتي كان من المتوقع أن تشهد تعبيراً عن مزيد من المرونة من قبل الأطراف المعنية
وتشير التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى اتصالات مكثفة مع القادة الإقليميين لمتابعة تطورات مفاوضات الهدنة في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، شدد بايدن على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الوقت الحالي، منوهاً بالمعاناة الإنسانية الكبيرة التي يشهدها قطاع غزة وتداعيات التصعيد الإقليمي المحتملة كما ناقش بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، جهود الوساطة المشتركة وآخر المستجدات في المنطقة
من جانب آخر، فإن تصريحات بايدن لم تقتصر على الجهود الدبلوماسية الإقليمية، بل شملت أيضاً اتصالات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفقاً لمصادر أمريكية، طلب بايدن من نتنياهو سحب جزء من القوات الإسرائيلية من الحدود بين مصر وغزة، وهو ما قبل به الأخير بشكل جزئي ومع ذلك، يعتقد العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن حركة حماس قد ترفض هذه التعديلات على الخرائط الخاصة بمحور فيلادلفيا
فيما يخص دور حركة حماس، أكد عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، أن الحركة سترسل وفداً برئاسة خليل الحية إلى القاهرة جاء هذا القرار بناءً على دعوة الوسطاء في مصر وقطر، وبهدف الاستماع لنتائج المفاوضات هذه الخطوة تعكس اهتمام الحركة بمواصلة المشاركة الفعالة في المحادثات، بعد غيابها عن مفاوضات الدوحة في منتصف أغسطس
وفي تحليل الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن الاتصالات التي تمت مؤخراً بين قادة الوساطة تأتي بعد فترة من الجمود بسبب تمسك نتنياهو بـمحور فيلادلفيا ويعتقد أن هذه التحركات تعطي دفعاً حقيقياً لجولة القاهرة، حيث أن الأنباء حول وجود تفاهمات جديدة تعزز من احتمال التوصل إلى اتفاق كما يرى أن مشاركة حركة حماس تعكس تقدماً يمكن البناء عليه في الجولة الحالية
وفي ذات السياق، أشار المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع إلى أهمية الاتصالات الأمريكية مع القادة الإقليميين، مشدداً على أن هذه الاتصالات تعكس اهتماماً أمريكياً جاداً بإنجاز صفقة الهدنة وأوضح أن حركة حماس عادة ما تتشاور مع قطر ومصر بشأن ما يتم تداوله في المفاوضات، مما يشير إلى أن الحركة ما زالت تلعب دوراً رئيسياً في العملية التفاوضية