قدم الرئيس الأمريكي "جو بايدن" دفاعًا مستميتًا عن الديمقراطية في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي يوم الإثنين أمس الموافق 19 من شهر أغسطس الجاري، حيث وصف الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر بأنها معركة وجودية تحدد مستقبل البلاد، وفي خطابه الذي اختتم به مسيرته السياسية أعرب "بايدن" عن امتنان عميق للشعب الأمريكي، بينما يستعد لتسليم الشعلة إلى نائبته كامالا هاريس.
حيث بدأ بايدن خطابه بحالة من التواضع والتأثر، وبدأ وكأنه يمسح دموعه أثناء تأديته للكلمة التي لاقت استقبالًا حارًا من الحضور، الذين لم يتوقفوا عن التصفيق ورفعوا شعار "نحن نحب جو" تعبيرًا عن تقديرهم له. كان خطاب "بايدن" مزيجًا من الترويج لإنجازات إدارته.
بالإضافة إلى توجيه انتقادات لاذعة للرئيس السابق " دونالد ترامب "، الذي وصفه بأنه كاذب وخاسر، بينما أشار "بايدن" إلى مسيرته السياسية الطويلة قائلاً:
"ارتكبت الكثير من الأخطاء في مسيرتي المهنية، لكنني قدمت أفضل ما لدي لكم".
كما شدد على أنه على مدى خمسين عامًا قدّم قلبه وروحه لأمته، وباركه الله بدعم الشعب الأمريكي، أما عن أحد أبرز النقاط في خطاب بايدن كان تأكيده على أن اختيار نائبة الرئيس "كامالا هاريس"، كرفيقة له في الترشح كان أفضل قرار اتخذه في حياته السياسية.
بينما قدّم "بايدن" تعهدًا بأن يكون أفضل متطوع في الحملة الانتخابية رأته "هاريس" ورفيقها في الترشح لمنصب نائب الرئيس "تيم والز" على الإطلاق، مما يبرز التزامه العميق بالحفاظ على الحزب وتعزيز القيادات الشابة، وكان بايدن قد قاوم الضغوط لأسابيع قبل أن يعلن في 21 يوليو عن تنحيه عن الترشح وتأييد "هاريس".
بينما يأتي هذا القرار في وقت حساس حيث يتزايد الضغط الداخلي والخارجي على بايدن للبقاء في موقع القيادة، وقد أثار هذا التحول اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية، وبعد خطاب بايدن صعدت هاريس إلى خشبة المسرح وسط تصفيق حار.
حيث أعربت عن شكرها العميق للرئيس على قيادته التاريخية وخدمته مدى الحياة لأمتنا. قائلة:
"جو، شكرًا لك على قيادتك التاريخية وعلى خدمتك مدى الحياة لأمتنا وعلى كل ما تواصل القيام به، نحن ممتنون لك إلى الأبد".
وفي وقت سابق من مساء الإثنين قدمت "هيلاري كلينتون" تحية خاصة لبايدن عندما ظهرت على المسرح، مشيدةً بإنجازاته وتأكيدها على أن بايدن قد أعاد الكرامة والكفاءة إلى البيت الأبيض، وتعكس هذه الكلمات تقديرًا عميقًا للمسيرة التي قادها بايدن.
التي تركت بصمة واضحة على الساحة السياسية، كما تضمن خطاب بايدن إشارة إلى مجموعة من الإنجازات التشريعية التي تحققت خلال ولايته، والتي تشمل قوانين هامة في مجال الرعاية الصحية، والتغير المناخي وأيضاً البنية التحتية بالغضافة إلى النمو الاقتصادي.
بينما قد سلط الضوء على كيفية مساهمة هذه الإنجازات في تحسين حياة الأمريكيين وتعزيز الاقتصاد الوطني، كما قدم بايدن نقدًا حادًا للرئيس السابق "ترامب"، بأن هذه الانتقادات تأتي في وقت حاسم، حيث يواجه الحزب الديمقراطي تحديات كبيرة في التحضير للانتخابات المقبلة.
كما يعكس خطاب بايدن التزامًا قويًا بالمستقبل السياسي للحزب الديمقراطي، حيث يشير إلى انتقال السلطة بشكل سلس إلى "كامالا هاريس"، وهو ما يعزز من استقرار الحزب ويعد خطوة مهمة نحو إعداد الجيل الجديد من القادة، ويُنتظر أن يكون لخطاب بايدن تأثير كبير على الحملة الانتخابية المقبلة.