صحيفة أخبارنا

حدث مأساوي في غزة رحلة الأب لاستخراج شهادة ميلاد تتحول إلى وداع أخير لأسرته

, أخبار
آخر تحديث: (بتوقيت الإمارات)
Loading...

مأساة حقيقية عاشها الفلسطيني محمد أبو القمصان في غزة، حيث تحول يوم كان يفترض أن يكون سعيدًا إلى كارثة بعد أن فقد زوجته وطفليه التوأم في غارة جوية إسرائيلية

مأساة عائلة أبو القمصان

في لحظة تحول أمل الحياة إلى حزن عميق، شهدت غزة حادثة مؤلمة عندما خرج الفلسطيني محمد أبو القمصان من منزله في مدينة دير البلح ليقوم بإجراء روتيني لاستخراج شهادة ميلاد لطفليه التوأم، آسر وآيسل، اللذين لم يتجاوز عمرهما أربعة أيام بعد كان يتوقع أن تكون هذه الرحلة هي بداية حياة جديدة مليئة بالأمل والسعادة مع زوجته وطفليه، ولكنه عاد ليجد أن كل شيء قد تغير عندما وصل محمد إلى مستشفى شهداء الأقصى في وسط غزة، حيث تم نقل جثث عائلته الصغيرة بعد غارة جوية إسرائيلية، كان مشهداً يصعب تصديقه عمت الصدمة والذهول المكان، وشعرت كافة الأطراف بالوجع الذي حمله هذا الأب المسكين وبينما كان يرتجف ويتنفس بصعوبة، تجمدت عيناه على الجثث التي لم يستطع استيعاب فقدانها في تلك اللحظة المؤلمة.

الأب المنهار يناشد رؤية عائلته

في حالة من الإنكار والرغبة اليائسة في رؤية زوجته وأطفاله مرة أخيرة، صرخ محمد أبو القمصان في وجه مسؤولي الصحة بالمستشفى قائلاً: أتوسل إليكم دعوني أراهم دعوني أرى زوجتي، لقد ولدت للتو أرجوكم دعوني أراهم كانت تلك الكلمات محملة بألم عميق وحزن لا يوصف، وهو يدرك أن كل ما تبقى له هو توديع من كان يخطط لقضاء حياته بجانبهم التقطت الكاميرات صوراً مؤثرة لمحمد وهو يحمل شهادتي ميلاد طفليه، آسر وآيسل، اللتين تمكن من استخراجهما قبل دقائق من علمه بالكارثة وهو في حالة من الصدمة، قال: بينما كنت أستخرج شهادات الميلاد، تلقيت مكالمة هاتفية تخبرني بأن منزلنا استهدف وأن زوجتي وأطفالي في مستشفى الأقصى وأضاف بصوت مكسور: رحلت زوجتي ووالدتها وطفليّ ولدت زوجتي قبل أيام فقط لم يمهلني الوقت لأحتفل بمولدهما.

وداع أخير في جنازة مؤلمة

في مشهد آخر من تلك المأساة، شوهد محمد أبو القمصان راكعاً بجانب جثث زوجته وطفليه، محاولاً توديعهم في صلاة جنازة أخيرة كانت لحظة حزينة وصعبة على كل من حضر الجنازة، حيث تجمع الأصدقاء والعائلة لتقديم الدعم لمحمد في هذه الفاجعة الكبيرة التي ألمت به جومانا، زوجة محمد، كانت تعمل صيدلانية، وكانت تعيش أملاً جديداً بعد ولادة طفليها التوأم، لكنها لم تعلم أن أيامها معدودة قُتلت جومانا وطفليها بالإضافة إلى والدتها في غارة جوية، كانت واحدة من عدة غارات استهدفت المنطقة، وأسفرت عن مقتل 23 شخصاً على الأقل، بينهم طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر، وفقاً لمسؤولي المستشفى.

محاولة يائسة للهرب من العنف

كان محمد قد نزح هو وعائلته من مدينة غزة إلى شقة في دير البلح في محاولة لحماية زوجته الحامل من القصف المتواصل على المدينة لكنه لم يكن يعلم أن تلك الرحلة التي قام بها لحماية أسرته ستنتهي بفاجعة أخرى قبل أيام قليلة من المأساة، كانت جومانا قد نشرت على حسابها على موقع فيسبوك منشوراً تعبر فيه عن سعادتها بقدوم طفليها التوأم، واصفة إياهما بأنهما معجزة كان ذلك تعبيراً عن الفرح الذي غمر العائلة بوصول هذين الطفلين إلى حياتهم، ولكن القدر كان له رأي آخر.

أطفال غزة في مرمى الحرب

قصة محمد وعائلته ليست الأولى من نوعها في غزة، حيث تعيش العائلات تحت وطأة القصف والحرب التي لم تفرق بين كبير أو صغير ووفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن 115 رضيعاً وُلدوا ثم قُتلوا منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي. هذه الأرقام تعكس حجم المعاناة والظلم الذي تعيشه الأسر الفلسطينية في ظل تصاعد وتيرة العنف.

غزة بين الحياة والموت

تظل غزة ساحة مفتوحة للصراعات التي لا تهدأ، وبينما يحاول سكانها العيش بسلام وبناء حياة جديدة، يجدون أنفسهم مراراً في مواجهة الموت والدمار قصة محمد أبو القمصان هي واحدة من آلاف القصص التي تروي معاناة الشعب الفلسطيني، وتحكي عن الأمل الذي يُخمد قبل أن يولد، وعن أحلام تُدفن تحت أنقاض البيوت المدمرة الهروب من الموت بات حلماً بعيد المنال لكثيرين في غزة، حيث لا تترك الحرب مجالاً للأمان أو الاستقرار وبينما تتعالى الأصوات المطالبة بالسلام، يستمر النزاع في حصد أرواح الأبرياء، ويظل الشعب الفلسطيني يعيش في ظل الخوف والآلام التي لا تنتهي.

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...